هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“إن التوجه نحو التراث هو في الأساس فعل سياسي، ومن هنا يظهر الخلط بين حقائق التراث كحقائق تاريخية وبينها كأسطورة وقيمة، ولهذا يسود المنهج الانتقائي، وننسى أن سرديات التراث لا معنى لها إلا ضمن بنية تربط بينها وتؤلف منها نظرية، وعلى أسس علمية”.
لقد تباينت ردود أفعال المجتمعات الشرقية تجاه الحداثة خلال ما عرف بصدمة الغرب؛ ففي حين عاشت الصين أسيرة تضخم الأنا ودونية الآخر، مما أدى إلى خلق هوة فاصلة قطعت كل مسارات التفاعل الصحي بين الأنا والآخر، لم يغرق اليابانيون في الأوهام النظرية، وأصبح مشروع التنمية الوطنية العامل الحاسم في الموقف من التراث والغرب معًا؛ مما ساعدهم على تحقيق مشروع وطني يستجيب لمشاكلهم وهمومهم وصورتهم المستقبلية. أما العرب فقد غرقوا في مشكلة البحث عن الذات في التراث، وانحرفوا عن السؤال الرئيسي: لماذا نبحث عن ذاتنا؟ لقد انجذبوا إلى الجدل النظري، وبدلاً من الكشف عن الذات الحقيقية في التراث، تركزت جهودهم على خلق أسطورة حول الذات نابعة من التراث، لذلك يناقش شوقي جلال في هذا الكتاب كيفية التعامل مع التراث، وحدود الذات، وآفاق الآخر.
وهذا ملخص كتاب التراث والتاريخ.
شوقي جلال عثمان: مفكر تنويري ومترجم رفيع المستوى ورجل رؤية حضارية ومشروع فكري أفنى عمره في سبيل تقديمه للقارئ العربي من خلال الكتابة والترجمة.
ولد شوقي جلال في القاهرة عام 1931 ونشأ في أسرة صوفية محبة للثقافة، وكانت والدته من أسرة صوفية تتبع الطريقة التيجانية، وهو ما انعكس على شخصيته من زهد وسمو وتسامح، أما والده فكان واسع الأفق ومولعًا بالقراءة والعلم والموسيقى، وكان لذلك أثر كبير على تفكير شوقي الذي بدأ ينهل من بحور المعرفة المتنوعة حتى التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة حيث درس الفلسفة وعلم النفس، وبدأت مرحلة الفكر الحر والانفتاح على الثقافات المختلفة؛ قرأ عن البوذية والكونفوشيوسية والماركسية والفلسفات العربية، وحصل على درجة البكالوريوس عام 1956.
انصرف شوقي جلال إلى الترجمة والكتابة، فكتب في العديد من المجلات والدوريات مثل: جريدة الأهرام، ومجلة العربي الكويتية، ومجلة الفكر المعاصر، ومجلة التراث الإنساني، وغيرها من المجلات والدوريات. كما أمد المكتبة العربية بقائمة طويلة من الكتب المترجمة والمكتوبة التي عكست مشروعه الفكري التنويري.
سنوات العُمر وحصاد الهشيم
مقدمة
القسم الأول: في التراث
الوسطية وخصوصية الاعتقاد
تاريخية القيم والتراث
أزمتنا الثقافية والتحديات الداخلية
التراث والحداثة
الشباب
الغزو الثقافي
القسم الثاني: في التاريخ
التاريخ والمستقبل
الوعي التاريخي والنهضة … وصور من تجارب الأمم
حول قضية إعادة كتابة التاريخ
…من باب عشقنا للكلام المرسل، شاع القول بأن الوسطية هي خصوصية العقيدة، وخصوصية الأمر هي ما ينفرد به ويميزه عن سواه، ومن ثم تكون أحد عناصر التعريف، وأحد مقومات العقيدة؛ بل وأحد مسلماتها التي ترسِّخ في الوجدان من خلال التنشئة وتلقين الموروث، فلا يصح الاعتقاد بدونها، يأخذها المؤمن مأخذ التسليم، ويأبى المجتمع طرحها للنقاش؛ لأنها بلغة العقيدة أحد المقدسات، وتنعكس في كل ظواهر المجتمع على نحو عَفْوي تلقائي، وتغدو القيمة المرجعية في الحكم على السلوك، فهي بذلك ركنٌ وعماد، وبدونها يسقط البناء، فهل الوسطية كذلك بالفعل بالنسبة للعقيدة؟
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا