الحارث ابن أسد المحاسبي البصري البغدادي هو شخصية علمية ودينية بارزة في الإسلام، وُلد في البصرة عام 170 هـ خلال عهد الخلافة العباسية. يُعتبر من بين العلماء الكبار والزهاد في القرن الثالث الهجري، وكان معروفًا بتقواه وورعه وتفانيه في العلم والعبادة.
كان له اهتمام كبير بالمحاسبة الذاتية، حيث كان يراقب أعماله ويحاسب نفسه بدقة. ومن هنا جاءت لقبه “المحاسبي”. كان يتجنب التركيز على الدنيا والمال، حتى ترك المال الذي تركه له والده، لأنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان القرآن مخلوقًا أم لا، مما يظهر التزامه بالقيم الدينية.
ترك الحارث المحاسبي وراءه العديد من الأقوال الحكيمة التي تعكس حكمته وتقواه، منها:
– “من أراد أن يذوق لذة طعم معاشرة أهل الجنة فليصحب الفقراء الصادقين.”
– “المحبة ميلك إلى المحبوب بكليتك، ثم أيثار له على نفسك وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراً وجهراً، ثم علمك بتقصيرك في حبه.”
– “جوهر الإنسان الفضل وجوهر العقل التوفيق.”
– “ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين وتركها مع نسيانها صفة العارفين.”
تلك الأقوال تعكس حكمة وتقوى الحارث المحاسبي، وتظل إرثًا عظيمًا يستمد منه المسلمون اليوم الإلهام والتوجيه في حياتهم وسلوكهم.