هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فإن العلم أشرف المطالب، وأجل الرغائب، يبلغ به العبد منازل الأخيار والأبرار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، وإن من أشرف العلوم وأرفعها منزلة – بعد كتاب الله – العلم بسنة رسول الله ﷺ رواية، ودراية، وهما أساس الاستدلال على الأحكام الشرعية. وقد عني السابقون بهذا النوع من الدليل، وسلكوا في التأليف فيه مناهج متعددة، ومن هذه المناهج الاقتصار على أحاديث الأحكام الشرعية وتجريدها من أحاديث العقائد والمغازي والمناقب والآداب وغيرها، لتسهيل حفظها على الطلاب، وتقريبها في حال الاستدلال، ومن هؤلاء الذين ألفوا على هذا المنهج الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (١) الله المتوفى سنة (٨٥٢هـ)، فقد جمع في كتابه بلوغ المرام من أدلة الأحكام (٢) أصول (۱
أحاديث الأحكام الشرعية، ورتبها على الأبواب الفقهية المشهورة، ليسهل على القارئ مراجعتها، ولم يقتصر على الأحاديث الصحيحة، بل ساق بعض الأحاديث الضعيفة ليعلم طالب العلم ما ورد في المسألة من أحاديث ضعيفة، فإن معرفة الصحيح علم ومعرفة الضعيف علم – أيضاً – ولأجل أن يجتهد الطالب في دراستها، فإن كان لها شواهد أو طرق أخرى بحث عنها، واتضح له هل يمكن أن يُقوِّي بعضها بعضاً، أو لا؟ وقد اكتفى الحافظ بالكتب والأبواب العامة دون أن يضع لكل حديث عنواناً – كما فعل المجد ابن تيمية في المنتقى ، وذكر في آخرها كتاب الجامع» للآداب، وكأنه أراد بذلك تزويد طالب العلم بعد حفظ أحاديث الأحكام بهذه الأحاديث ليحفظها، فإنه أحوج ما يكون إليها، وقد بلغت أحاديث الكتاب (١٥٦٨) حديثاً، وقد يزيد هذا العدد وقد ينقص، تبعاً لاختلاف طبعات الكتاب أو اختلاف وجهات النظر حول الروايات والآثار. وقد امتاز هذا الكتاب بمزايا كثيرة، يستطيع الناظر المتأمل في الكتاب أن يستنبطها، ومن أبرزها : 1 – أنه رتب كتبه وأبوابه وأحاديثه على الأبواب الفقهية – كما تقدم – فيذكر اسم الكتاب، ثم الباب، ثم يسرد الأحاديث المختصة به، وقد يذكر اسم الكتاب، ثم يسرد الأحاديث دون ذكر الباب كما فعل في كتاب الجنائز» وأوائل كتاب الزكاة» و«الصيام» و«النكاح» وغير ذلك. ٢ – أنه اقتصر على الأحاديث المرفوعة، ولم يذكر من الموقوفات إلا اليسير كما في كتاب النكاح وباب الإيلاء» وباب «العدة» وغير ذلك. ٣ – أنه اختصر الأحاديث الطويلة اختصاراً جميلاً، لا يتطرق
– أنه حذف الأسانيد، واقتصر على الراوي الأعلى فقط، وقد يذكر من قبله لغرض، وهذا قليل جداً. ه – أنه يبين درجة الحديث من صحة أو حسن أو ضعف في الغالب، وهو إما أن ينقل عن غيره، أو يحكم بنفسه، وهذه من أهم المزايا، وإن كان لم يبين سبب الضعف، إلا نادراً، ولعله قصد الاختصار، وقد فاتت هذه المزايا على المجد ابن تيمية في المنتقى، فاكتفى بسياق الأحاديث وبيان مخرجها، دون أن يبين درجتها . ٦ – أنه يذكر أحياناً ما في الأسانيد من إرسال أو انقطاع أو وقف، وقد يرجح إذا كان للحديث أكثر من إسناد، كل ذلك بعبارة مختصرة. – أنه يذكر أحياناً روايات وأحاديث تابعة للحديث الذي جعله أصلاً، ولا يفعل ذلك إلا لفائدة من تقييد مطلق، أو تفصيل مجمل، أو توضيح مغلق، أو دفع تعارض أو نحو ذلك، وقد أعطيتُ هذا الجانب كثيراً من العناية، حيث أذكر غرض الحافظ من إيراد الروايات بعد سياقه الأصل الحديث، وهذا أمر أغفله الشراح فيما أعلم. وقد وضع الله تعالى لهذا الكتاب القبول بين أهل العلم قديماً وحديثاً، فأثنى عليه العلماء، وتداوله الطلبة، وأقبلوا على حفظه، وقرر تدريسه في بعض المناهج الدراسية، وتناوله العلماء بالشرح والتوضيح، كما خُدم من الناحية الحديثية بتخريج أحاديثه وعزوها إلى مصادرها، وغير ذلك.
عبد الله بن صالح بن عبد الله بن فوزان بن علي الفوزان (1950م -) (1370 هـ -) هو عالم دين سني سعودي وفقيه من مواليد مدينة بريدة في القصيم.[2]
درس بعد المرحلة الابتدائية عام 1385 هـ في المعهد العلمي في بريدة، وتخرج منه عام 1389 هـ، وأخذ عن كثير من مشايخ المعهد.
ثم درس في كلية الشريعة في الرياض وتخرج منها عام 1393 – 1394 هـ بتقدير ممتاز وعُيّن معيدًا في الكلية فلم يرغب بالإعادة وطلب الانتقال إلى معهد بريدة العلمي ودرس فيه التفسير وأصوله والفقه وأصوله والنحو والبلاغة والمذاهب المعاصرة وبقي فيه ثمانية عشر عامًا.
وفي الفصل الدراسي الثاني من عام 1412 هـ انتقل للتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم وذلك بطلب من الجامعة فدرس في قسم السنة وعلومها وبقي فيه ثلاثة عشر عامًا، ثم طلب التقاعد المبكر في نهاية الفصل الدراسي الأول عام 1425 هـ.[3]
درس عبد الله بن صالح الفوزان على يد:[3]
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
نرجو الدعاء لصاحب هذا العمل والمقيمين عليه
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي ال وصحبه اجمعين
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا