هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
«دخل رجل في الأربعين من عمره من الباب المغلق. فتأكدت أنه الإمام “ياقوت العرش”. قامته النحيلة، وسمرته الجميلة، وعيناه الواسعتان المكحلتان، والهدوء السائد في حالته، والمسبحة الهائلة التي تجري عليها أصابعه. ولماذا اختار زيارتها حيث تعيش؟ وهل يعلم أنها منعت الرجال من زيارتها؟
وفي هذا الجزء من رباعيته يواصل محمد جبريل سرد حكايات سكان المنطقة البحرية بالإسكندرية. الحضور الصوفي يهيمن على أجواء الرواية، خاصة موقف العارف بالله “ياقوت العرش” الذي له تأثير كبير على سكان المنطقة، خاصة تغير أحوالهم بسبب رؤيتهم له. في أحلامهم. ومن الذين رأوه “أنسية” التي تركت ممارسة الدعارة وتزوجت امرأة. “سيد” الفرن؛ نعيش معها إحساسها بكيانها وولادتها من جديد بعد توبتها، كما نعيش مع زوجها شعوره بأنه ليس الرجل الأول في حياة زوجته، كما نواصل مع الجد “الكريم” المرحلة الأخيرة من حياته ورفقته بالبحر الذي كان حبه الأبدي ومصدر رزقه. ووسط كل ذلك، نلتقي بالعديد من الشخصيات التي تحيط بأحياء الأنفوشي والسيالة وحلقة السمك، ونشم معهم رائحة البحر التي تفوح بين سطور هذه الرواية.
وهذا ملخص كتاب ياقوت العرش.
محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، ويعتبر من أبرز الروائيين المعاصرين. وأظهر في أعماله الأدبية كفاءة عالية في السرد والسرد القصصي، ولاقت أعماله استحسانا كبيرا لدى الكتاب والنقاد والقراء في مصر وخارجها.
ولد عام 1938م بمحافظة الإسكندرية. عمل في البداية بالصحافة، حيث بدأت مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1960م، ثم انتقل إلى جريدة المساء، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة الإصلاح الاجتماعي. المجلة التي كانت تصدر شهريا. كما تم تعيينه خبيراً في المركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير عام 1974م، وعين رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” العمانية عام 1976م، بالإضافة إلى عمله عضوية اتحاد الكتاب المصريين، ورابطة الكتاب، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.
رؤيا
أفق الغيوم
التخريج
النورس يحلم بالمدن البعيدة
ظلال حزينة
مواصلة المدد
اتساع الدائرة
التحليق بلا أجنحة
في حضرة ياقوت العرش
الزفاف
النوة
المجاهدة
زنقة الستات
أسواق من النور
جزيرة السحر تبوح بسرها
قبل موسم السردين
غجرية
ذبالة
الخوالقة يطلب الطلاق
الشوطة
الخدمة في ساحة الطهر
صلاة الجنازة
إغفاءة
بركة …
لحظات الأمل
الغابة في الإسطبل
صرخات الجزر الوحشية
العاصفة
العودة إلى بحري
إيقاعات صامتة
أصداء الطبول البعيدة
اتساع ضيق الأكوان
جسر إلى الحبيب
…
قال قاسم الغرياني وهو ينفخ: حرررر!
ثم وهو يجفف بالمنديل المحلاوي حبات العرق النابتة في جبهته ووجنتيه ورقبته ومعصميه: عرفت الآن فقط … لماذا اختار الله النار وسيلة للتعذيب في الآخرة!
أسفلت الطريق ينفث صهدًا، والرياح الساخنة تكنس الشوارع، تثير دوامات الهواء، صغيرة، سريعة، متلاحقة، ترتفع إلى أعلى في عمود متماوج. تكسو البنايات ومدى الرؤية بغلالة رمادية، تلسع الوجوه بكرابيج ملتهبة، وتقتحم الأفواه بالتراب، والرطوبة المشبعة بالملح ثقيلة وخانقة. حتى الظلال استكانت، لا تتحرك، على الأرض والجدران.
قال محيي قبطان: أين كنت؟
وهو يحرك المنديل أمام وجهه التماسًا للهواء: في قسم الجمرك.
بحلقت عيناه: لماذا؟
هل افتضح أمره؟
إخفاء دخوله القسم سيدينه بالكذب. رآه حمودة هلول والعسكري يصحبه إلى داخل القسم، ويداه مكبلتان. استوقفه مخبر، وهو يضع على كتفه فخذة لحم. زاد شكه حين جرى لرؤيته.
قال قاسم الغرياني بصوت متراخٍ: خطفت فخذة لحم من عربة جيب إنجليزية.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا