هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“الفن ليس إلا أسلوب حياة، وأسلوب حياة الإنسان عبارة عن عمليتين من التأمل والإبداع لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. لأن الإنسان ليس منعزلا، وعندما تتاح له فرصة الانفتاح والانطلاق، يتحول إلى عالم صغير يحمل في داخله ثقافة الجنس البشري الذي سبقه، بينما حاضره يتمثل في “حضور” حاضره. عصر في كيانه.”
كل عمل فني أصيل يعبر عن شكل الوجود الإنساني في العالم. ومن ثم لا يوجد فن غير واقعي؛ وهذا ما دفع روجيه جارودي، في هذا الكتاب، إلى إعادة تعريف تعريف أوسع وأشمل للواقعية، يمكن أن يندرج تحته العديد من الأعمال الفنية المتميزة التي لا تلبي معايير الواقعية الضيقة. وطبق ذلك على ثلاثة نماذج إبداعية: «بيكاسو» في الرسم، و«كافكا» في الرواية، و«القديس جون بيرس» في الشعر، ليستكشف من خلال هذه النماذج أبعاداً جديدة للواقعية تمثل مساهمة جديدة تضاف إلى تراث العالم. الماضي، مشددًا على أن العمل الفني ليس مطلوبًا منه أن يعكس الواقع في مجمله، بل قد يكون شهادة جزئية وذاتية للغاية على علاقة الإنسان بالعالم في فترة معينة. كما لم يغفل المؤلف عن مراعاة الظروف التاريخية التي تشكل فيها وعي الفنان، وانعكاسها على رؤيته الفنية في أعماله.
وهذا ملخص كتاب واقعية بلا ضفاف.
روجيه جارودي: فيلسوف وأكاديمي ومفكر فرنسي كبير. اتخذ خلال حياته مواقف فكرية مختلفة، ومرَّ بتحولات ومراحل متعددة، لكنها جميعها انبثقت من مصدر واحد. إنه شعوره الإنساني الأصيل.
ولد روجر جان شارل جارودي في فرنسا عام 1913م لأب ملحد وأم كاثوليكية، لكنه بمجرد أن بلغ الرابعة عشرة تحول إلى البروتستانتية. درس الأدب في جامعتي إيكس أون بروفانس وستراسبورغ، وفي عام 1937 تم تعيينه أستاذًا للفلسفة في ليسيه ألبي. ولم تمنعه مسيحيته من الانضمام إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، أثناء صعود المد النازي في ألمانيا، فخضع لتجربة سياسية برلمانية لفترة قصيرة، وشارك في المقاومة ضد الغزو. فرنسا النازية.
حصل على الدكتوراه في الفلسفة مرتين. الأولى كانت من جامعة السوربون عام 1953م وكان عنوان أطروحته: “النظرية المادية للمعرفة”، والأخرى من موسكو عام 1954م وكان عنوانها: “الحرية”. هذا التدريب الأكاديمي والنضالي أهله ليكون أحد أهم منظري الحزب الشيوعي الفرنسي وأحد أشهر فلاسفته، لكنه -بسبب انتقاداته الشديدة للتجربة الستالينية-السوفييتية- طُرد من الحزب عام 1970. لكنه استمر في الدفاع عن قناعاته الماركسية التي أطلق عليها خصومه اسم “الماركسية التحريفية”. وفي هذه الحقبة من حياته ألف كتبا مهمة منها: “المصادر الفرنسية للاشتراكية العلمية”، و”موت الإله”، و”فكر هيغل”، و”نظريات حول الإنسان”، و”الماركسية والوجودية”.
مقدمة
بيكاسو
سان جون بيرس
كافكا
ملاحظات ختامية
ثبَت
…
تساءل بيكاسو إثر اطلاعه على كتاب يتناول سيرته: «هل أنا من سكان المريخ؟»، ثم أسدى للمؤلف النصيحة التالية: «يجب أن تضيف فصلًا تقول فيه إن بابلو بيكاسو له ساعدان وساقان ورأس وأنف وقلب، وكل مظاهر الكائن البشري.»
ولنعمل بالنصيحة ونبدأ من هنا: بيكاسو إنسان، إنسان لا أسطورة، وحتى إذا تكشَّف لعصرنا أنه الصورة التي تمثَّلها لنفسه؛ فذلك لأن هذا هو التعريف الصحيح للأسطورة.
وعندما نقول إن بيكاسو إنسان فنحن نعني أنه ليس نبيًّا أو بهلوانًا أو نَيزكًا سقط علينا من الفضاء، أو شيطانًا لَفَظه الجحيم، أو صانع معجزات.
إنه إنسان ومصوِّر، أي رجل يلتهم الدنيا بعينيه … ثم يفرزها بيده. وبين العينين واليد، يوجد رأس وقلب إنسان تجري من خلالهما عملية تمثيل وتحول.
والقضية الأساسية المطروحة تتلخَّص في استنباط قوانين الاستيعاب والتحول، ماذا يحدث داخل ذلك «الجهاز المحوِّل»؟
لقد فحص الدكتور يونج المبجَّل معرضًا لبيكاسو في زيوريخ، وأعلن بكل الثقة المطلوبة في هذا النوع من التشخيصات أنه «تعبير نموذجي عن انفصام الشخصية».
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا