هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“إذا كانت النظرة العمودية للعالم تؤدي إلى الهيمنة، والنظرة الهرمية للعالم تؤدي إلى القهر، فإن النظرة المزدوجة للعالم تؤدي إلى القهر”.
تشير نظرية الدوائر الثلاث إلى دوائر الحركة والتأثير المصرية؛ الدائرة الأولى هي مصر في الداخل، والدائرة الثانية هي العالم العربي، والدائرة الثالثة هي العالم الأفروآسيوي. وقد ركز هذا الجزء من الكتاب على الدائرة الأولى؛ فمصر هي محور الدوائر الثلاث، وظهر نفوذها بشكل كبير بعد ثورة يوليو وحتى أوائل السبعينيات؛ حيث دافعت عن استقلالها الوطني ضد التكتلات والتحالفات، وساهمت في صياغة سياسة عدم الانحياز والاتحاد الإيجابي، وحاولت إذابة الفوارق بين الطبقات، وسنت قوانين الإصلاح الزراعي، وأقرت التعليم المجاني، وبنت صرحًا صناعيًا ضخمًا. إلا أن هذا الوضع تغير منذ السبعينيات؛ ومع اتباع مصر لسياسة جديدة أفقدتها نفوذها في تلك الدائرة، انعكس ذلك بدوره على نفوذها في الدائرتين الأخريين، وهو ما سنراه في هذا الكتاب من خلال عدة محاور تتعلق بالسلطة والمجتمع والأحزاب السياسية.
وهذا ملخص كتاب نظرية الدوائر الثلاث.
حسن حنفي: مفكر وفيلسوف مصري، له إسهامات فكرية عديدة في تطوير الفكر الفلسفي العربي، وصاحب مشروع فلسفي متكامل.
ولد حسن حنفي في القاهرة سنة 1935، وحصل على الليسانس في الفلسفة سنة 1956، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون. ترأس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان محط اهتمام العديد من الجامعات العربية والعالمية؛ حيث قام بالتدريس في العديد من الجامعات في المغرب وتونس والجزائر وألمانيا وأمريكا واليابان.
ركز الدكتور حسن حنفي جل اهتمامه على قضية “التراث والتجديد”، وينقسم مشروعه الأكبر إلى ثلاثة مستويات: الأول يخاطب المتخصصين، وقد حرص على عدم الخروج من أروقة الجامعات والمعاهد العلمية؛ الثانية للفلاسفة والمثقفين، بهدف نشر الوعي الفلسفي وإظهار أثر المشروع على الثقافة؛ والأخيرة لعامة الناس، بهدف تحويل المشروع إلى ثقافة سياسية شعبية.
إهداء
مقدمة
الثورة المضادة
السلطان
سؤال مصر
الأحزاب السياسية
الثقافة والمجتمع
الدين والسياسة
الثورة قادمة
…
بدَأت الثورة المصرية في ١٩٥٢م بسياسة مُقاوَمة الأحلاف. فقد جسَّدت الحركة الوطنية في الأربعينيات، وكان الضباط الأحرار في أطيافها المختلفة من الوفد والإخوان والشيوعيين. فلا فَرْق بين الاستقلال الوطني في الداخل ضد الإنجليز، والقصر، والإقطاع، والاستقلال الوطني في الخارج ضد هيمنة القوى الكبرى الصاعدة.
بدأت الثورة وهي لم تستقر بعدُ، والخلاف بين أجنحتها المختلفة، نَجيب وناصر، أو بينها وبين القوى السياسية السابقة عليها؛ مثل: الوفد، والإخوان، والشيوعيين بمعارَضة الأحلاف العسكرية. وقد كان مطروحًا في ذلك الوقت حلف بغداد. فقد كانت بغداد ما زالت تحت إمرة نوري السعيد، والملك فيصل، والهيمنة البريطانية. وكان يمتد جنوبًا إلى الرياض، وشمالًا إلى إسطنبول، وشرقًا إلى طهران وكراتشي؛ من أجل الإحاطة بالاتحاد السوفيتي من خاصرته الجنوبية، وإحكام الخناق حوله من الجنوب بعد حصاره من الغرب عن طريق حلف شمال الأطلنطي.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا