هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
فإن للعلم مراتب، وأول تلك المراتب المسائل الجزئية، وفوق ذلك العلم بالكليات الحاكمة على تلك المسائل، وإنما يكون ذلك وفق منهج منضبط يحكم طريقة الاستدلال على المسائل الجزئية وطريقة استنتاج القواعد الكلية الحاكمة عليها، وهذا التدرج والتلازم ليس خاصا بعلم دون علم وإنما هو عام في كل علم بما هو علم. وإنما يتفاوت العلماء في كل علم بحسب تفاوتهم في هذه المراتب وتقيدهم بشروط العلاقة بينها، فمن جعل همه تحصيل المسائل الجزئية فلا شك أنه قد اهتم بأصل العلم ومادته، لكنه قد يحصل له الخلل والاضطراب إذا لم يتحقق عنده العلم بالقواعد الكلية التي بها ينضبط النظر في أحاد المسائل، وبحسب التفاوت فيها يكون التفاوت في الاجتهاد والترجيح في المسائل المختلف فيها في أي باب من أبواب العلم، والرسوخ في طريق الراسخين في ذلك العلم، وإنما يتم ذلك كله على الوجه الصحيح وفق منهج محكم هو سياج العلم وصراطه، وهو في حقيقة الأمر المسلمات المنهجية التي متى حصل الخلل فيها اضطرب الاستدلال في العلم كليه وجزئيه . وهذا ملخص كتاب منهج ابن تيمية المعرفي.
محمود سالم: فارس القصة البوليسية ورائد أدب المغامرة في مصر والوطن العربي. يكاد لا يخلو منزل مصري أو عربي من قصته. عاش في عقول أجيال عديدة ، وشكل طفولتهم حتى حكم قلوبهم وعقولهم ، فأصبح كاتبهم الأول بلا منازع.
ولد محمود سالم في الإسكندرية عام 1931 م ، لأب عمل ضابطا بحريا في خفر السواحل. هذا سمح له بالتنقل بين المدن الساحلية. التحق بالكلية الحربية لكن انضمامه لحركة اليسار “حدت” منعه من الاستمرار فيها ، فالتحق بكلية الحقوق ثم كلية الآداب ، لكنه تركها لانشغاله الشديد بالقراءة.
بدأ رحلته في الصحافة عندما تعرف على “صبري موسى” و “جمال سليم” اللذين كانا يعملان في مجلة “رسالة جديدة”. عمل مراسلا عسكريا لجريدة “الجمهورية” إبان العدوان الثلاثي عام 1956 م ، وبعد نجاحه في تغطية الحرب كرس نفسه للصحافة حتى أصبح رئيسا لقسم الحوادث بالجريدة.
… وإذا أدرك عقل الباحث وظيفته المنهجية، استطاع أن يميز بين «الحقائق» القائمة على منطق «الحشد والتراكم»، وبين «الحقيقة» المبنية على منطق «التحليل والتركيب والتجريد»، فإن «الحقيقة العلمية» ـ في رؤية العقل المنهجي – ليست مجرد سيل من «الحقائق» متدفق من خارجه، بل هي ينبوع يفور من داخله، يطبخها وينضجها بجهده، ويبنيها ويشيدها بجده. لم يكن ذلك العقل في سعيه إلى «الحقيقة» تلقائي النزعة، يكتفي بالرصد السريع، والسّرد السطحي، بل كان عقلا تأمليا، يهتم بفلسفة السؤال، ويقف عند مفاصل المشكلات، يقرن التعلم بالتأمل، والحفظ بالفهم، ويتخذ من شكه النظري سلما إلى يقينه، وطريقا يوصله إلى معرفته .ما ميز العلماء المحققين، والفلاسفة الحاذقين، والنظار الماهرين، إلا تحرر هم من نزعة المعلومات، ونجاحهم في إنشاء النظريات، وظفرهم ببناء منهجيات، تحاول الموازنة بين تحليل المعلومات الجزئية، وتركيب النظريات الكلية، وأحسب أن لـ«ابن تيمية» الحظ الأوفر من ذلك كله، نظرية وتطبيقا ، فقد كان بحسه المنهجي مستشعرا ضرورة تلك المنهجية، إذ يقول: «لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات، ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا