هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
في “عزف منفرد”، يقدم لنا يوسف السباعي مجموعة من القصص القصيرة التي تشكل معزوفة رائعة تتناول جوانب مختلفة من الحياة الإنسانية. من خلال سرده الشاعري وأسلوبه المميز، ينقل السباعي مشاعر الحب والفراق والصراعات الداخلية، معبرًا عن تجارب إنسانية تعكس واقع الحياة المعقد والبسيط في آنٍ واحد.
في قلب مدينة مزدحمة، يعيش عازف موسيقى منعزل عن العالم. يجد في ألحانه ملاذًا، حيث يستخدم الموسيقى للتعبير عن مشاعره العميقة. من خلال نغماته، يعبر العازف عن حبه الضائع وأحلامه المتلاشية، وكأن كل نغمة تروي قصة قلب مكسور وآمال محطمة.
تحكي القصة عن شاب يفقد حب حياته في ظروف قاسية. يعيش الشاب في ظلال الحزن، محاولًا التكيف مع الفراق. يصور السباعي بدقة مشاعر الألم والفراغ، مما يجعل القارئ يشعر بعمق المعاناة التي يمر بها الشاب. هذه القصة هي تأمل في قوة الحب وتأثير الفراق على الروح البشرية.
في هذه القصة، نجد شخصية تعيش في صراع دائم بين رغباتها وواجباتها. تتناول القصة قرارات الحياة الصعبة وكيف يمكن للطموحات أن تتعارض مع الواقع. يعبر السباعي عن القلق والتوتر المصاحب لاتخاذ القرارات المصيرية، مما يعكس تعقيدات الحياة اليومية والجوانب الإنسانية التي تجعل القارئ يتوقف للتفكير في خياراته الشخصية.
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي (17 يونيو 1917 – 18 فبراير 1978)، كان أديبًا وعسكريًا ووزيرًا مصريًا. تولى السباعي العديد من المناصب التي تدرج فيها حتى وصل لأعلاها، منها التدريس في الكلية الحربية، وعمل مديرًا للمتحف الحربي عام 1952م، ووصل لرتبة عميد. بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، شغل مناصب أخرى منها سكرتير عام المحكمة العليا للفنون، والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروآسيوية في عام 1959م. كما ترأس تحرير مجلة “آخر ساعة” في عام 1965م، وأصبح رئيسًا لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، وعُين وزيرًا للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات. في عام 1976، انضم لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وانتخب نقيبًا للصحافيين المصريين في عام 1977م.
ألف السباعي العديد من الروايات والقصص التي تحولت إلى أعمال سينمائية مشهورة، من أبرزها “نائب عزرائيل”، “أرض النفاق”، “إني راحلة”، “بين الأطلال”، و”رد قلبي”.
نشأ يوسف السباعي في بيئة أدبية، حيث كان والده محمد السباعي أديبًا ومترجمًا مرموقًا، مما أثر في ميوله الأدبية منذ الصغر. التحق بالكلية الحربية عام 1935، وتخرج منها في عام 1937م. بدأ في نشر أعماله الأدبية منذ الأربعينات، ونجح في الجمع بين العمل العسكري والأدبي.
ترأس تحرير العديد من المجلات والصحف، منها “روز اليوسف”، “آخر ساعة”، “دار الهلال”، و”الأهرام”. شغل منصب سكرتير المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عام 1956م، وسكرتير منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية عام 1957م، ورئيس تحرير مجلة “آخر ساعة” عام 1967م، ورئيس مجلس إدارة دار الهلال عام 1971م، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام عام 1976م. أسهم في إنشاء نادي القصة وجمعية الأدباء ونادي القلم الدولي واتحاد الكتاب، وانتخب نقيبًا للصحفيين عام 1977م.
اغتيل يوسف السباعي في قبرص في 18 فبراير 1978م على يد متطرفين عرب، مما أثر بشكل كبير على العلاقات المصرية-القبرصية وأدى إلى قطع العلاقات بين البلدين.
يوسف السباعي كان يؤمن بدور الأدب في تحقيق السلام، ولم يكتب من خلال نظرية فنية أو سياسية محددة. اعتبره النقاد مثل نجيب محفوظ “جبرتي العصر” لأنه سجل أحداث الثورة المصرية في كتاباته الأدبية، ورغم النقد الذي واجه أعماله، إلا أنها كانت تحظى بشعبية كبيرة وتحولت إلى أفلام ناجحة.
في المجمل، كان يوسف السباعي شخصية بارزة في الأدب والثقافة المصرية، جمع بين الأدب والعمل العام والعسكري، وترك أثرًا كبيرًا في مجالات الأدب والصحافة والثقافة.
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا