َلَمَّا كَانَ عَامُ تِسْعَةَ عَشرَ وَخَمْسِ مائَة، خَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ:تَعلمُوْنَ أَنَّ البَشِيْر – يُرِيْد الوَنْشَرِيسِي – رَجُلٌ أُمِّي، وَلاَ يثبُت عَلَى دَابَّة، فَقَدْ جَعَلَه الله مُبَشِّراً لَكُم، مُطَّلِعاً عَلَى أَسرَارِكُم، وَهُوَ آيَةٌ لَكُم، قَدْ حَفِظَ القُرْآن، وَتعلَّمَ الرُّكوب، وَقَالَ:اقرَأَ، فَقَرَأَ الختمَةَ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّام، وَركب حصَاناً، وَسَاقه، فَبُهِتُوا، وَعدُّوهَا آيَةً لِغَبَاوَتِهِم، فَقَامَ خَطِيْباً، وَتَلاَ :{لِيَمِيْزَ اللهُ الخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ }[الأَنْفَال:37]، وَتَلاَ :{مِنْهُمُ المُؤْمِنُوْنَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُوْنَ }[آلُ عِمْرَان:110]، فَهَذَا البَشِيْرُ مطلع عَلَى الأَنْفُس، مُلْهَمٌ،وَنبيُّكُم – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُوْلُ:(إِنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مُحَدِّثين (1) ، وَإِنَّ عُمَرَ مِنْهُم (2)).
من خلال مكتبتكم المكتبة العربية للكتب يمكنكم تحميل وقراءة: