هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“أمشي بجوار الناس، وأرى -من حيث أمشي أو أقف- كل شيء دون أن يراني أحد. ولا يراني حتى لو لمسته. ويذوب الإنسان في التصوف حتى يُشفى. لم يعد الناس يرونني. أراهم وهم لا يروني. أخاطبهم، أنشد في أفكارهم، من دون… يمكنهم التعرف على مصدر الصوت”.
رواية رائعة ذات طابع صوفى، تدور حول “أبو الحسن الشاذلي”. أحد أولياء الله الصالحين، وأحد أقطاب الصوفية، وصاحب الطريقة الشاذلية. يترك القديس مقامه في جبل حميثرا المطل على البحر الأحمر، ويسافر وحده إلى الحي البحري بالإسكندرية ليتعرف على رجال الحق. العلماء والزهاد والعارفون وأرباب المقاصد والوسائل. يتجول في شوارع الحي وأزقته دون أن يراه أحد، متنقلًا بين مقامات أحبائه وتلاميذه بين قديسي الله الصالحين. “أبو العباس” و”البوصيري” و”ياقوت العرش” و”علي تمراز” وغيرهم، ويتذكر طريقتهم وأفكارهم، وكيف كانت أحوالهم قديما، وكيف هم الآن . وهو في حيرة وهو يراقب أحوال أهل البلد. كيف تغيرت الحياة وتغيرت بهذا الشكل؟! ويتنقل هنا وهناك على أمل أن يجد تفسيراً لما يعانيه الناس. فهل لارتباكه نهاية؟
وهذا ملخص كتاب حيرة الشاذلي في مسالك الاحبة.
محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، ويعتبر من أبرز الروائيين المعاصرين. وأظهر في أعماله الأدبية كفاءة عالية في السرد والسرد القصصي، ولاقت أعماله استحسانا كبيرا لدى الكتاب والنقاد والقراء في مصر وخارجها.
ولد عام 1938م بمحافظة الإسكندرية. عمل في البداية بالصحافة، حيث بدأت مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1960م، ثم انتقل إلى جريدة المساء، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة الإصلاح الاجتماعي. المجلة التي كانت تصدر شهريا. كما تم تعيينه خبيراً في المركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير عام 1974م، وعين رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” العمانية عام 1976م، بالإضافة إلى عمله عضوية اتحاد الكتاب المصريين، ورابطة الكتاب، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
…
ساحل رأس التين أول رؤيتي للإسكندرية، أحزنني — عند القدوم — ما كنت أَلِفته من رؤية المئذنة العالية لجامع المرسي، حجبَتها البنايات العالية، فحدست موضعها.
هدير الموج، وتخلل الجو رائحة البحر، اختلاط الملح واليود والأعشاب والرطوبة. النوارس تحلِّق ما بين الشاطئ وجزيرة الأنفوشي. طريق الكورنيش خالٍ، ساكن، إلا من سيارات تمرق في الاتجاهين. تغطت السماء بالسحب، لا فواصل من الزرقة، وإنما رمادية يختنق وراءها ضوء شاحب.
لم تكن الصورة كما أراها الآن. الفاصل الحجري بين البحر ورماله، وبين الطريق — اسمه الآن شارع قصر رأس التين — والبيوت في الضفة المقابلة. كانت الأكواخ والعشش متناثرة في بحر الرمال، حتى حصن «ألاطة» زال كما زالت بنايات قديمة، كثيرة. الحركة المصاحبة لقدوم الصباح؛ النوافذ تُفتح، لمبات الشوارع تُطفأ، باعة الصحف يرتبون بضائعهم، عربات الفول تلم حولها الرائحين إلى أعمالهم، والمقاهي مفتوحة على الخواء.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا