هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
البشر ، مهما كانت أهوائهم وفهمهم ، يبقون – ما داموا على قيد الحياة – وأعينهم مثبتة في السماء ، سواء كانوا مدركين لذلك أم لا. إنه الغيب الذي يختبئ غدا ، وفيه يمتد الخلود ، والأهم من ذلك ؛ إنها تحتوي على آخر قطعة من اللغز ، والتي بمجرد أن نحصل عليها ، يمكننا معرفة سر الإنسان ، والأكوان ، والوقت. أما “فدى” ؛ بطل هذه المسرحية ، لم يعتمد على استرضاء الغيب وتجنبه كما هو الحال مع عامة الناس ، بل ارتقى لمواجهته ، لانتزاع الحقيقة من بين غيومها المبهمة. يورط المؤلف “بشر فارس” ، ومن خلال أسلوبه المسرحي والحوار الفريد ، قارئه في قصة الغيب والمشهد ، قصة حب الأرض المنخفضة والشوق للسماء العالية. “الجبهة الخفية”. وهذا ملخص كتاب جبهة الغيب.
بشر فارس: كاتب ومسرحي وشاعر لبناني وباحث في التراث الإسلامي. يعتبر من طلائع الشعراء الرمزيين الذين مهدوا الطريق لحركة الحداثة في الشعر العربي.
ولد في لبنان عام 1907 م ، واسمه عند ولادته “إدوارد”. وهو الاسم الذي احتاجه حتى حصل على الدكتوراه من جامعة “السوربون” في باريس عام 1932 م ، وقيل إن “أحمد زكي باشا” هو الذي أطلق عليه لقب “بشر”. هاجر إلى مصر في بداية حياته ، وهناك تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي ، ثم ذهب إلى فرنسا لمتابعة تعليمه العالي.
بعد عودته إلى مصر تولى سكرتارية “الأكاديمية العلمية المصرية” ودرّس في جامعة القاهرة. كان ميسور الحال ، وهذا ساعده على تكريس نفسه للبحث والكتابة. نشر عدة أبحاث باللغتين العربية والفرنسية. ومنها: “الرجولة” ، و “الملامح المسيحية والإسلامية” ، و “سر الزخرفة الإسلامية” ، وغيرها. كما كتب مسرحيتين هما مفرق الطريق وجبهة الغيب ومجموعة قصصية سوء تفاهم وكتاب تحقيقات عربية.
إشارة
رجل!
همسة
الأشخاص
المنمق
المرحلة الأولى
المرحلة الثانية
المرحلة الثالثة
المرحلة الرابعة
المرحلة الخامسة
…
في زاوية من زوايا الأرض جبلٌ طال طولَ تمني الفقير وسأم الغني، جبل اشتدَّ اشتداد شهر الصوم على المتكلفين، والناس يحذقون التكلف؛ لأن الفطرة سلامة.
جبلٌ هبَّ أملس ضامرًا جردًا، رمحٌ ركزه ربٌّ أعياه خلقٌ لا ينزجرون.
كان الجبل سيِّد أهل الزاوية، يستقبل أعينهم كل صباح فيحد من مرماها، ويعكس عليهم شعاع الشمس فيشترك في اللفح، ويصدُّ عنهم الزعازع فيهدِّئ ليلَهم: مصدر طمأنينة، وصاحب غلبة.
كان أهل الزاوية لا يرفعون الأبصار إلى الجبل إلا وأكفُّهم مفروشة فوق حواجبهم، وإنْ تجرأ الطرف وانفسح، فعلى سبيل اللمح: كان الجبل يمزق عزم العين، ولولا هذا الجبل الأملس الضامر الجرد ما كان أهل الزاوية على تلك الحال من الدعة والرقة … لا بدَّ للناس من شيء يهددهم بالسحق، من شيء متماسك مع تطاول حين تلين أنفسهم.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا