هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“صباح الخير! هذه التحية كانت مشكلتي طوال الليلة الماضية. أول ما لفت انتباهي هو أن الإنجليز يحيون بعضهم البعض في الصباح: صباح الخير ، يعني صباح الخير أو صباح الخير. قلت لنفسي : كيف تشبه تحية الصباح البريطانيين في اقصى الشمال والعرب؟
باقة من المقالات كتبها يوسف إدريس بقلمه الرقيق تبدأ بمقال صباح الخير تحدث فيه عن هذه العبارة الجميلة وتشابهها بجميع اللغات وفي كل الأعمار متسائلا عن سر هذا التشابه. . ثم يحيلنا إلى مواضيع مختلفة ، بعضها ذاتي ، ويتحدث فيها عن الحياة ، وعن نفسه ، وعن بعض عاداته ، وعن شارع قصر العيني الذي يعبره يوميًا تقريبًا ذهابًا وإيابًا. بعضهم سياسي تحدثوا فيه عن الاشتراكية والعدوان الثلاثي وعن “جمال عبد الناصر”. بعضها اجتماعي وتناول جوانب مختلفة من المجتمع المصري وبعض أفراده. ثم يأخذنا إلى مسرحية “الراهب” للدكتور “لويس عوض” الذي ينقلنا بإتقانه وإبداعه إلى عالم غريب جديد تمامًا.ش وهذا ملخص كتاب بصراحة غير مطلقة.
يوسف إدريس: من أهم الكتاب والروائيين الذين أنتجتهم مصر والعالم العربي ، وأقرب روائي للقرية المصرية. لذلك أطلق عليه لقب “تشيخوف العرب” نسبة إلى الكاتب الروسي الكبير “أنطون تشيخوف”.
ولد يوسف إدريس علي في قرية البيروم مركز فاقوس بمحافظة الشرقية في 19 مايو 1927 م. عاشَ طُفولتَهُ معَ جَدَّتِهِ بالقَرْية، وأَكْمَلَ دِراستَهُ بالقاهِرة، ونَظرًا لحُبِّهِ الجَمِّ للعُلوم، الْتَحَقَ بكُلِّيةِ الطبِّ بجامِعةِ فؤادٍ الأوَّل (جامِعة القاهِرة الآن)، الَّتي شَهِدتْ نِضالَهُ السِّياسِيَّ ضِدَّ الاحْتِلالِ البِريطانيِّ مِن خِلالِ عَملِهِ سِكرتيرًا تَنْفيذيًّا لِلَجْنةِ الدِّفاعِ عَنِ الطَّلَبة، ثُم سِكرتيرًا لِلَجْنةِ الطَّلَبة. وفِي عامِ ١٩٥١م حصَلَ عَلى دَرجةِ البَكالوريُوس فِي الطبِّ مُتخصِّصًا فِي الطبِّ النَّفسِي، وعُيِّنَ طَبِيبًا بمُسْتشفى قَصْرِ العَيْنِي، غَيرَ أنَّهُ اسْتَقالَ مِنها عامَ ١٩٦٠م وقرَّرَ التفرُّغَ للكِتابة، فعُيِّنَ مُحرِّرًا بجَرِيدةِ الجُمْهورِية، ثُم كاتِبًا بجَرِيدةِ الأَهْرامِ عامَ ١٩٧٣م. كما انضم لعضوية عدد من المنظمات المعنية بالكتابة مثل: نادي القصة ، وجمعية الكتاب ، واتحاد الكتاب ، ونادي القلم.
هذه التحية كانت مشكلتي طَوال جزء كبير من الليلة الماضية. أول ما استرعى انتباهي أن تحية الإنجليز لبعضهم البعض في الصباح هي: جود مورننج، ومعناها صباح طيب أو صباح خير. قلت لنفسي: كيف تشابهت تحية الصباح عند الإنجليز في أقصى الشمال وعند العرب؟ نفس الكلمات بنفس المعاني: الصباح والخير. كيف حدث هذا؟ ومَن منهم أخذ عن الآخَر؟
غير أن تلك الأسئلة أسلمتني إلى مشكلة أخرى؛ إذ باستعراض تحية الصباح في كل اللغات التي أعرفها وجدتها متشابهة تشابهًا مُذهِلًا مُحيِّرًا، فهي بالفرنسية بونجور، وبالإيطالية بونجورنو، وبالألمانية جوتن مورجن، وهكذا … وكلها معناها أيضًا مثلما في العربية: صباح الخير. أليست مشكلة تدعو للحيرة والتأمل؟
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا