تم حذف روابط التحميل والقراءه حيث يعتبر الكتاب ملكية خاصة او بناءً على طلب المؤلف
حطت طائرة الخطوط التّونسيّة القادمة من جينيف في رحلتها رقم ٧٠١ في مطار تونس قرطاج، في الساعة الثانية ظهرا، يوم ٢٢ مارس ۲۰۱۱. كانت رحلة هادئة تخلّلتها اضطرابات جوية خفيفة، والطقس في الخارج ربيعي مشمس. ترجل نجيب كامل الرّجل الستيني، وابنته الشابة ليلى من مقصورة الدرجة الأولى، وتقدما في اتجاه مكتب الجمارك. تأبطت ليلى ذراع والدها، ورنت إليه بنظرة مشفقة. هذه الحماسة التي تقرؤها في عينيه، تكاد تنفجر بها تقاسيمه، لا يمكنها أن تتماهى معها بعد. لم يكن الربيع في نظرها سوى فصل قد حلّ منذ أيام، أما الربيع العربي الذي لم يفتر عن ذكره لأسابيع، فدخيل على قاموسها
لم يدم انتظارهما سوى دقائق قليلة، حتى يحين دورهما للتثبت من هويتيهما استظهر نجيب بجوازات السفر الديبلوماسية، ثم وقف مترقبا، كانت الوثيقة التي بحوزته سارية المفعول، رغم انقضاء فترة تکلیفه كسفير للبلاد التّونسيّة في سويسرا منذ فترة. استلم منه موظف الجمارك الوثائق، رقن الأسماء على جهازه، ثمّ
عبس. استدار لیوشوش زميله في المكتب المجاور، ثم عاد ليرقن على الجهاز. – هل كل شيء على ما يرام ؟
وهذا ملخص كتاب اين المفر.
خولة حمدى
كاتبة وأستاذة جامعية ، ولدت عام 1984 بتونس، حصلت على درجة البكالوريوس فى الهندسة الصناعية ، وحصلت على الدكتوراه فى بحوث العمليات من جامعة التكنولوجيا بفرنسا ، دخلت خولة عالم الكتابة بكتاب “أحلام الشباب” والذي صدر عام 2006 حيث سردت فيه مذكرات فتاة مسلمة ،بعد ذلك صدر لها عملها الثانى “في قلبي أنثى عبرية” فى عام 2016 ، والذي يحكي عن فتاه يهودية تونسية اعتنقت الأسلام ، حيث يعتبر العمل مستوحاه من قصة حقيقة ، تصدر ذلك العمل قائمة الأكثر مبيعا حيث صدر له أكثر من 47 طبعة ، وتعتبر اخر أعمالها رواية أين المفر والتي صدرت عام 2018 .
والمدخل المفضي إلى البهو. لكنّها مضطرة. لا يمكنها اللجوء إلى أحد آخر
أغمضت عينيها. كان فراس قد استسلم للبكاء الآن، بينما سرحت هي في أفكارها. لقد وصلت هي : متأخرة جدا للتعرف إلى حنان. في الحقيقة، لقد فاتها القطار .تماما. فراس على الأقل صنع ذكريات جميلة مع أمين في الشهور الأخيرة، سيستحضرها كلما استبد به الحزن، لتكون له خير عزاء. لكنّها لم تجرؤ على الجهر بأفكارها أمامه. كان موضوع حنان قد غدا من الممنوعات في حديثها معه. باغتها صوته وهو يصبح أقرب بشكل مفاجئ.
ليلى. فتحت عينيها لتجده قد وقف ،قبالتها على مسافة مترين، ورغم الظلمة، كان بإمكانها أن تميّز بريق عينيه قال بصوت متعب
– هل أكون قد وصلت متأخرا.. مرتين؟
تم حذف روابط التحميل والقراءه حيث يعتبر الكتاب ملكية خاصة او بناءً على طلب المؤلف