هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“إن عيون أوليا تعكس الحقيقة وحدها. إذا كان شخص ما قاسيًا القلب ولكن له وجه جميل وملابس جميلة، فقد ظهر في عيني أوليا قبيحًا، مغطى بالقروح بدلاً من الزينة.”
في أحد الأيام، عثر أحد المارة على طفلة تحت شجرة صنوبر، عمرها أسابيع قليلة فقط. لقد قام بتربيتها زوجان ليس لهما خلفاء، وأطلقوا عليها اسم “أوليا”. لقد ملأت حياتهم وأصبحت قرة عيونهم. “أوليا” كانت فتاة جميلة جدًا، ذات عيون واضحة وجذابة، وكل من نظر إليها ونظر بعمق في عينيها كان يرى حقيقة شخصه، لكنها كانت دائمًا ترى عكس الحقيقة؛ ورأت كل جميل قبيحاً، وكل قبيح جميلاً. كانت تحب الظلام وتخشى النور. كانت تكره الزهور وتحب الحشائش السوداء. وظلت على هذه الحال حتى حدث أمر غريب جعلها ترى الأشياء كما كانت على حقيقتها. ماذا حدث؟
وهذا ملخص كتاب اوليا.
أندري بلاتونوف: كاتب مسرحي وروائي وفيلسوف روسي سوفيتي.
ولد أندريه بلاتونوفيتش كليمنتوف عام 1899م في إحدى مقاطعات وسط روسيا. بدأ العمل في سن الثالثة عشرة، حيث عمل كاتبًا في شركة تأمين محلية، وعاملًا في مصنع الأنابيب، وفي السكك الحديدية. درس التكنولوجيا الكهربائية في معهد فورونيج للفنون التطبيقية بعد اندلاع الثورة البلشفية في روسيا عام 1917م.
كان مولعاً بالكتابة، فنشر عشرات القصائد الشعرية في عدد من الصحف داخل وخارج موسكو، بالإضافة إلى القصص والمقالات والمسرحيات التي كتبها تحت الاسم المستعار “بلاتونوف”. كتب في مواضيع مختلفة في الأدب والفن والحياة الثقافية والعلوم والفلسفة الوجودية والدين والسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا وغيرها. كبار الكتاب الروس الذين انتقدوا النظام السوفييتي؛ لذلك، اتسمت كتاباته بالسخرية من النظام، مما أدى إلى منع العديد من أعماله من النشر حتى الستينيات، وتم نشرها لأول مرة خارج الاتحاد السوفيتي.
ومن أعماله الأدبية: «شيفنجور»، و«نهر بيتودان»، و«دزان»، و«الحفرة»، و«الأشباح»، و«العودة»، و«بحر الصبا»، و«الابن الثالث»، و« بين الحيوانات”. “والنباتات” و”الخلود” و”أفروديت”.
توفي أندريه بلاتونوف عام 1951 في موسكو بعد إصابته بمرض السل.
اوليا
…
عاش في هذه الدنيا فيما مضى طفلٌ رائع، أمَّا الآن فقد نسيه الجميع، ونسوا أيضًا اسمَه، لم يَعُد أحدٌ يَذكر اسمَه أو وجهَه. جدَّتي وحْدَها هي التي ظلَّت تَذكر ذلك الطفل الرائع، وهي التي روَت لي عنه.
قالت جدتي إن الطفل كان اسمه أوليا، وكانت صبيَّة. كان كلُّ مَن يرى أوليا الصغيرة يَشعر في قلبه بألمِ الخجل؛ لأن أوليا كانت رقيقةَ الوجه وطيِّبةَ الخُلُق، ولم يكُن كلُّ مَن يتطلَّع إليها شريفًا وطيِّبًا.
كانت ذات عينَين واسعتَين صافيتَين، وكان كلُّ مَن ينظر إليهما يرى أن في أعماقهما، عند القاع تمامًا، يوجد أهم وأحبُّ شيء في الدنيا، فكان كلُّ واحد يريد أن يحدِّق في عينَي أوليا ليرى في قاعهما أهمَّ وأسعد شيء لنفسه … ولكن عينَي أوليا كانتا تطرفان، فلم يتمكَّن أحد من رؤيةِ ما كان يكمُن في عمق عينَيها الصافيتَين. وعندما كان الناس يحدِّقون من جديد في عينَي أوليا، ويبدأ البعض يدرك ما يراه هناك، تعود عينا أوليا تَطرفان، فيصبح من المستحيل إدراك ما يكمُن في أعماقهما تمامَ الإدراك.
…
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
تحميل كتب PDF من المكتبة العربية
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا