هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“قلت إنني توصلت مع الدكتور ببا إلى اختيار فترة الفتح العربي لمصر، في منتصف القرن السابع الميلادي، كإطار عام لموضوع رسالة الماجستير، ففكرت في تحليل ظاهرة فريدة في التاريخ المصري، وهي تغيير الناس لدينهم مرتين، في فترة لا تتجاوز خمسة قرون”.
يأخذنا “صنع الله إبراهيم” هذه المرة إلى أمريكا، من خلال شخصية الدكتور “شكري” الذي سافر إلى سان فرانسيسكو لتدريس التاريخ المقارن في معهد يملكه أحد الأثرياء العرب. وكان الفصل الذي ألقى فيه محاضراته يضم ثمانية طلاب أمريكيين من أعراق مختلفة وخلفيات ثقافية وأيديولوجية متنوعة؛ من بينهم أبيض وأسود وأصفر، ويهودي ومسيحي ومسلم. ومن خلال حياة الدكتور شكري في أمريكا وعمله كمدرس، قدم صنع الله صورة حية ونابضة بالحياة للمجتمع الأمريكي بكل تفاصيله وتناقضاته. كما استطاع من خلال جهوده البحثية في التاريخ أن يقدم جزء تاريخي مهم عن التاريخ المصري من الفراعنة إلى السادات، طرح فيه العديد من القضايا بجرأته المعهودة، مع الحرص على تنوع الآراء والأفكار؛ ليقدم رواية غنية بالمعلومات التاريخية والأيديولوجيات المختلفة، مؤكداً على ثقافة الاختلاف والحوار.
وهذا ملخص كتاب امريكانلي.
صنع الله إبراهيم: روائي مصري يساري يغني خارج السرب، سُجن في عهد جمال عبد الناصر، لكنه رغم ذلك يقدر التجربة الناصرية، رفض استلام جائزة من الدولة المصرية، وتفرغ لمهنته الأدبية للحديث عن هموم الوطن.
ولد صنع الله في القاهرة عام 1937، وكان لوالده تأثير كبير على شخصيته، فقد أمده بالكتب والقصص وحثه على القراءة، فبدأت شخصيته الأدبية تتشكل منذ الصغر، درس القانون، لكنه سرعان ما ابتعد عنه إلى الصحافة والسياسة. انضم إلى منظمة “حديتو” الشيوعية المصرية، فاعتقل عام 1959 ضمن الحملة التي شنها جمال عبد الناصر ضد اليساريين المصريين، وظل في السجن لمدة خمس سنوات حتى عام 1964.
بعد خروجه من السجن عمل في الصحافة بوكالة الأنباء المصرية عام 1967، ثم عمل بوكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968، حتى عام 1971، وبعدها ذهب إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي والعمل في مجال صناعة الأفلام، ثم عاد إلى القاهرة عام 1974 في عهد الرئيس السادات، وتفرغ للكتابة الحرة عام 1975.
قبل أن تقرأ
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
……
الفصل السابع والثلاثون
…
كان شاي بعد القيلولة من نفس النوع الذي أفضِّله في «القاهرة»، لكن بمذاق مختلف لم أستَسِغه، وفكرت أنني في الغالب تعوَّدت على النوع المصري الذي يُعبَّأ محليًّا، وتضاف إليه شوائب عديدة، فلم أتصور أبدًا الافتراض العكسي.
حملتُ كوب الشاي إلى مكتب خشبي قديم في ركن الصالة، تركت فوقه كتبي والكمبيوتر المحمول. أوصلته بالمحول الصغير الخاص به، ثم بحثت عن مستقبِل قريب، وجدت واحدًا أسفل سطح المكتب، وعندما أردت استخدامه اكتشفت أن فَتْحتَيه أوسع من طرفي المقبس.
ضايقني الأمر؛ فمنذ تعلمت استعمال الكمبيوتر قبل خمس سنوات، انتهت العلاقة بيني وبين الورقة والقلم، طُفت بأرجاء المسكن مُتفحِّصًا الفتحات الكهربائية، فوجدتها جميعًا من نفس الحجم. عُدت إلى المكتب فجذَبت أدراجه بحثًا عن موصِّل، كان بعضها مغلقًا والبعض الآخر يحتوي على أدوات مكتبية من طُرز قديمة، تبيَّنت في هذه اللحظة أن القِدم هو الوصف الذي ينطبق على المسكن ومحتوياته؛ البوفيهات الخشبية ذات المصاريع الزجاجية التي تحوي فِضيَّات وخزفيَّات قديمة، المدفأة الحجرية المهملة، الجدران المغلَّفة بالخشب، واللون الداكن الذي يشمل كل شيء.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا