هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“ترنح الميزان فوق المياه، ارتفع وهبط، أحاطت به الأمواج، ارتفعت وهبطت، ولتف حوله في أمواج لا نهاية لها. لاحظ أن النوارس تحلق على ارتفاع منخفض، بالكاد فوق الصاري. قال لنفسه أن يطمئن إلى أن الرحلة أوشكت على الانتهاء.
بعبارات أنيقة وأسلوب سرد رشيق، يروي لنا محمد جبريل هذه الرواية التي تحكي لنا تجربة ثلاثة شبان من الإسكندرية دفعهم اليأس وقسوة الواقع الذي كانوا يعيشون فيه، ليصعدوا على متن طائرة صغيرة لنقلهم مع آخرين إلى بلد آخر بطريقة غير شرعية، على أمل العثور عليهم… هذا البلد الجديد هو ما تتوق إليه نفوسهم من حياة مريحة وعمل مجزٍ، تتغير به أحوالهم إلى الأفضل. غادر الميزان شاطئ الإسكندرية وسار بهدوء في البحر المفتوح، لكن السكون سرعان ما تبدد؛ ومع هياج البحر، ارتفعت صرخات المسافرين، وسرعان ما اختفت وسط الأمواج الصاخبة التي أحاطت بهم بالكامل، فواصلوا المقاومة محاولين النجاة بشتى الطرق. هل سينجون أم أن الأمواج العاتية ستأخذهم إلى مصير مجهول؟
وهذا ملخص كتاب النوارس لمحمد جبريل.
محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، ويعتبر من أبرز الروائيين المعاصرين. وأظهر في أعماله الأدبية كفاءة عالية في السرد والسرد القصصي، ولاقت أعماله استحسانا كبيرا لدى الكتاب والنقاد والقراء في مصر وخارجها.
ولد عام 1938م بمحافظة الإسكندرية. عمل في البداية بالصحافة، حيث بدأت مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1960م، ثم انتقل إلى جريدة المساء، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة الإصلاح الاجتماعي. المجلة التي كانت تصدر شهريا. كما تم تعيينه خبيراً في المركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير عام 1974م، وعين رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” العمانية عام 1976م، بالإضافة إلى عمله عضوية اتحاد الكتاب المصريين، ورابطة الكتاب، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.
وبالإضافة إلى عمله الصحفي الذي تميز به، كان شغوفاً أيضاً بالعمل الأدبي. ألف عشرات المجموعات القصصية والروايات التي تميزت بطابعها التاريخي والسرد والتراثي، وتُرجم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والماليزية. شارك بفعالية في عدد من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية، داخل مصر وخارجها، وحصلت بعض أعماله على شهادات مرموقة وجوائز تقدير، كما حصل على جائزة الدولة. تشجيع في الأدب عام 1975م، ونال وسام العلوم والفنون والآداب من الدرجة الأولى عام 1976م. كما حصل على جائزة الدولة التقديرية لعام 2020.
النوارس
…
لو أنه طائر يُحلق في الآفاق، سمكة لا تُصادف ما يعيق سباحتها في البحار والمحيطات، راكب بساط سحري ينقله إلى حيث يشاء.
عدا الأضواء المُتناثرة في الفلايك الصغيرة، غرق كلُّ شيءٍ في الظلمة. البحر أمامه كتلة منبسطة، هائلة، من السواد، والسفن المتباعدة يضوي ألَق أضوائها فوق المياه. اللطمات الهادئة للأمواج على مقدمة البلانس وجانبَيه.
هذه ثالث مرةٍ يركب البحر.
أولى رحلاته إلى أبي قير، علَت أمواج النوة بالقُرب من الشاطئ، لا يعرف العوم، فخشِي الغرق. أزمع ألَّا يُكرر الرحلة حتى نسِي. ثاني رحلاته إلى صخرة الأنفوشي، أغراه قُربها من الشاطئ، مضى ناحيتَها في قاربِ الصياد عوض القرني، عاد — آخِر النهار — بصورة للبحر تختلِف عمَّا ألِف رؤيته من الشاطئ: البيوت المُتلاصقة تشكل شريطًا في استدارة الأفق، حركة الطريق — من بعد — والكبائن، والمُتناثرين على رمال الشاطئ. لم يركب بلانسًا من قبل، ولا تهيَّأ لسفرٍ إلى ما بعد الإسكندرية، مدن بعيدة تختلِف في ناسِها، ويصعُب التصوُّر — مما أنصتَ إليه من حكايات — كيف يعيشون.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا