هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“الموت في كاشا وانجا يشبه الهجرة إلى قرية أخرى، ولكن دون عودة، أو مثل حفل وداع أخير لقرية أخرى، وهو المصير النهائي لكل شخص”.
وتعتبر هذه الرواية من أشهر الروايات التنزانية التي ترصد أحوال أهل الريف التنزاني. تمت كتابتها بأسلوب روائي سلس وممتع، وتدور أحداثها في “كاشا وانجا”. إحدى القرى التنزانية المعزولة عن العالم. الرواية مليئة بالعديد من الشخصيات والقصص التي تصور لنا ملامح الحياة في هذا المجتمع الفقير النائي، وتجسد مجمل معتقداته وعاداته. محور الرواية هو “تانيا”. شاب تنزاني فقير عانى طوال حياته من معاملة والده القاسية مما اضطره لترك القرية للعمل في المدينة، لكنه يعود إلى قريته بعد مرور عدة سنوات لحضور جنازة والده حاملاً معه الذكريات من الماضي الأليم، ومزيج من مشاعر الحب والكراهية والحنين والأسى. هل ستستمر الأحداث المأساوية أم سيبتسم له القدر أخيراً؟
وهذا ملخص كتاب الموت في الشمس.
بيتر بالانجيو: روائي ودبلوماسي تنزاني، اشتهر بروايته الوحيدة “الموت في الشمس” التي تعتبر من أبرز الأعمال الأدبية الإفريقية في القرن العشرين.
ولد بيتر بالانجيو عام 1939 في أروشا، تنزانيا. تلقى تعليمه في أوغندا والولايات المتحدة الأمريكية، وتخصص في علم الأحياء في كلية سانت أولاف في ولاية مينيسوتا الأمريكية. وبعد تخرجه أكمل دراسته العليا في جامعة مينيسوتا، لكنه قرر ترك دراسة العلوم واتجه لدراسة الأدب. حصل على دبلوم في التربية من جامعة ماكيريري في أوغندا، وبقي في أوغندا سنوات قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى الولايات المتحدة عام 1968. التحق ببرنامج الكتابة الإبداعية بجامعة أيوا، وحصل على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية، ومن ثم حصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك.
قام بالتدريس في عدة مدارس ثانوية في أوغندا، بالإضافة إلى التدريس في جامعة دار السلام في تنزانيا، قبل أن يلتحق بالسلك الدبلوماسي. تم تعيينه ملحقًا ثقافيًا للسفارة التنزانية في موسكو، والمفوض السامي لجمهورية تنزانيا المتحدة في أوتاوا، كندا. توفي سنة 1993م.
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
…شخصٌ ما كان قد أخبَره في المدينة بأن والدَه مريض، ويُوشِك على الموت، ويتمنَّى رؤيةَ ابنِه ليُبارِكه ويخلِّف له شئون العائلة، فسارع تانيا — دون تفكيرٍ أو اهتمامٍ كبير — ببَيع البنطلونَين الوحيدَين اللذَين يملكُهما، ثم بلا إدراكٍ أو اهتمامٍ أيضًا جازَف بفقد ستين شلنًا في الشهر أجر وظيفته، بعد أن رفض رئيسُه الموافقةَ على الإجازةِ لزيارةِ والدِه المريضِ قائلًا: «ليس ذنبي أن والدك يُوشِك على الموت؛ فإما وظيفتك أو وجودك بجوار سرير أبيك.» ثم ألقى تحتَ قدمَيه بآخر شلنَين هما كلُّ ما تبقَّى له بعد الذي سحَبه من راتبه مقدمًا، ظل تانيا يتساءل عما إذا كان والدُه قد مات أم لا، يا الله … والده! إنه لم يعرف أبدًا ما تعنيه كلمةُ أب في أي وقتٍ من الأوقات مثلما لا يفهم أبدًا سبب مجيئه إلى هنا، ولم يكن قلقُه على أبيه أو تضحيتُه بعمله احترامًا من الابن لأبيه، أو نوعًا من التديُّن والورَع؛ فتلك أشياءُ لا تعني بالنسبة له شيئًا، لم يكن تانيا يعرفُ أباه جيدًا، ذلك الرجل الذي طردَه مئاتِ المراتِ وهو جائعٌ ومُهلهَل الثياب، الرجل الذي تسبَّب في وفاة أمه بضربها الدائم العنيف، لكن حق الرجل الوحيد أن يُطالِب بالأبوة التي يُعاني تانيا من جرَّائها؛ لأننا حين نُعاني معًا نكون عندئذٍ أقرباء.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا