هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
«كان منزلًا صغيرًا، مكونًا من طابق واحد وله ثلاث نوافذ، يشبه إلى حد كبير امرأة عجوز صغيرة أحدبة ترتدي قلنسوة. لقد كانت مطلية باللون الأبيض بالجير، وسقفها مبلط ومدخنة مطلية، وكانت كلها مغمورة في خضرة أشجار التوت والسنط والحور التي زرعها أسلاف وأجداد أصحابها الحاليين.
يتميز إنتاج تشيخوف السردي بالتكثيف الشديد. يمكنه أن يقدم لك بمهارة شديدة فكرة عميقة في قصة قصيرة لا تتجاوز بضع صفحات. قصة مليئة بالمشاعر والمواقف الإنسانية التي تعبر عن جوهر الحياة والوجود، والمدهش أنها تقدم لك ذلك ببساطتها المعتادة التي لا تخطئها العين، مما يجعل الفكرة تتغلغل في أعماقك، وتمتلكك، ولا تتركك حتى فإنه يترك بصمته على نفسك. سعى تشيخوف في قصصه التي يتضمنها هذا الكتاب إلى التعبير عن الإنسان المعذب الذي يعاني في هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء والأغنياء. يسلط الضوء على جنة الفقراء في نفوسهم، ويسخر من ترف الأغنياء وقوة الأقوياء، جاعلاً المشاعر الإنسانية مصدر الحياة، والإنسان هو الأسمى. ما هو موجود لأنه إنسان؛ هذا ما تشعر به بعمق في هذه المجموعة القصصية التي كتبها بقلم الألم على صفحة الإنسانية الخالدة، منتبهاً إلى أصغر تفاصيل الحياة.
وهذا ملخص كتاب القصص القصيرة.
جمع وترجمة أبو بكر يوسف: أحد أهم وأبرز مترجمي اللغة الروسية إلى اللغة العربية في مصر وأحد روادها. وامتلأت مسيرته المهنية بعشرات الترجمات للكتب الكلاسيكية لكبار الأدب الروسي، ومن أشهر ترجماته أعمال أنطون تشيخوف.
ولد أبو بكر يوسف أبو بكر عام 1940م في محافظة الفيوم بمصر. درس في مدرسة الإسماعيلية الابتدائية، ثم التحق بمدرسة المعادي الثانوية. وبسبب تفوقه في دراسته، تم إرساله إلى روسيا لإكمال دراسته هناك. التحق بجامعة موسكو الحكومية وتخصص في دراسة اللغة الروسية وآدابها، وتخرج فيها عام 1964م، وحصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1976م. وبعد أن أنهى دراسته قرر البقاء في روسيا والعمل هناك.
مقدمة
رسالة إلى جاري العالِم
فرحة
وفاة موظَّف
البَدين والنَّحيف
الحرباء
حُلة النقيب
المصيبة
جهاز العروس
دموع لا يراها العالِم
مع سَبْق الإصرار
الكبش والآنسة
ابنة ألبيون
المغفلة
القناع
…والعطس ليس محظورًا على أحد في أي مكان؛ إذ يعطس الفلاحون، ورجال الشرطة، بل وحتى أحيانًا المستشارُون السِّرِّيون. الجميع يعطس. ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج، ومسح أنفه بمنديله، وكشخص مهذَّب نظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحدًا بعطسه. وعلى الفور أحسَّ بالحرج؛ فقد رأى العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويُدمدِم بشيء ما. وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال جالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية. وقال تشرفياكوف لنفسه: «لقد بللته. إنه ليس رئيسي، بل غريب، ومع ذلك فشيء محرِج. ينبغي أن أعتذر.» وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال: عفوًا يا صاحب السعادة، لقد بللتكم … لم أقصد.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا