هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
فإن العلوم وإن كانت تتعاظم شرفاً، وتطلع في سماء العلا كواكبها شرفاً، فلا مرية في أن الفقه أجلها قدراً، وأعلاها فخراً وأبلغها فضيلة، وأنجحها وسيلة؛ لأن به يُعرف الحلال والحرام ويدين الخاص والعام، وتبين مصابيح الهدي من ظلام الضلال وضلال الظلام قطب الشريعة وأساسها، وقلب الحقيقة الذي إذا صلح صلحت، فهو أولى ما أنفقت فيه نفايس الأوقات، وشمَّر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات، وبادر إلي الاهتمام به المسارعون إلي المكرمات، وسارع إلي التحلي به مستبقوا الخيرات، وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من آيات القرآن الكريمات والأحاديث الصحيحة النبوية المشهورات، ولا ضرورة إلى الإطناب بذكرها هنا لكونها الواضحات الجليات. وقد امتن الله سبحانه وتعالى علي هذه الأمة بإبقاء طائفة منها علي الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم علي ذلك، وجعل السبب في بقائهم بقاء علمائهم واقتداءهم بأئمتهم وفقائهم، وجعل هذه الأمة مع علمائها كالأمم الخالية مع أنبيائها وأظهر في كل طبقة من فقهائها أئمة يقتدي بها، وينتهي إلي رأيها، وجعل في سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام، مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام، اتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، تحيا القلوب بأخبارهم، وتحصل السعادة باقتفاء أثرهم ثم اختص منهم نفراً أعلى قدرهم ومناصبهم، وأبقي ذكرهم ومذاهبهم، فعلى أقوالهم مدار الأحكام، وبمذاهبهم يُفتي فقهاء الإسلام، وهم الأئمة الأربعة الأعلام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، عليهم من الله الرحمة الواسعة والرضوان، فلله درهم، هم نجوم السماء، تشير إليهم بالأكف الأصابع، وشم الأنوف يخضع إليهم كل شامخ الأنف رافع حلقوا على سور الإسلام كسوار المعصم في اليد، زين الله الأرض بمواطئ أقدامهم، فهم أصحاب الفضل علي أهل المشارق والمغارب، فقد ملأ علمهم الأفاق، وأذعن لهم أهل الخلاف والوفاق، فجزاهم الله عن صنيعهم جزاء موفوراً، وجعل عملهم متقبلاً وسعيهم مشكوراً، ولم تزل الأئمة الأعلام، قديماً وحديثاً كل منهم مذعن لفضلهم، ومشتغل بقراءة كتبهم.. من أجل ذلك جمعت هذا الكتاب الفقه علي المذاهب الأربعة جمعت فيه أقوال الأئمة عليهم من الله الرحمة والرضوان ( قدر استطاعتي) وكذلك تلامذتهم وكان عملي في هذا الكتاب بعد ترجمة عن الأئمة الأربعة ومقدمة ذكرت فيها أسباب اختلافهم، وهل الحق واحد أو كل مجتهد مصيب) ما يلي: أولاً : أجمع أقوال المذاهب الأربعة في كل مسألة. ثانياً : أذكر الأدلة التي استدلوا بها سواء أكانت صحيحة أم ضعيفة سواء من جهة النص (قرآنا وسنة) أم القياس أم غيرهما. ثالثاً : أقوم بتخريج الأحاديث التي استدلوا بها وأبين صحيحها من سقيمها. رابعاً: أعتمد علي كلام الشيخ الألباني الله في الأحاديث التي خارج الصحيحين صحة وضعفاً في جل الكتاب إن لم يكن في كله؛ لكي يكون الكتاب على وتيرة واحدة. خامساً : أذكر جميع الأقوال في كل مذهب: الراجح والمرجوح والمشهور وغير المشهور في المذهب، وكذلك الروايات عن الإمام الواحد أذكرها وأبين من اختارها من أصحابه
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
نرجو الدعاء لصاحب هذا العمل والمقيمين عليه
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي ال وصحبه اجمعين
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا