هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“منذ أن دعا أفلاطون إلى أن العدالة ليست حكم الأقوى، بدأ الناس يصدرون حكمهم على الدولة انطلاقا من حكمة الأهداف السامية التي تعمل الدولة على حمايتها. وفي الواقع، بدأ العقل البشري يستوعب فكرة إمكانية الدفاع عن احتكار الدولة للقوة القسرية، بغض النظر عن الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها.
لقد بذل الإنسان فكره منذ أن هبط على الأرض في وضع صيغة اجتماعية عامة تحكم علاقته بالآخرين، وتضمن تلبية احتياجاته ورغباته بشكل عادل، وتنظم تعاملاته مع إخوانه في المجتمع، دون أن يكون ظالمة أو ظالمة؛ لذلك، استرشد بمفهوم الدولة الحاكمة التي تحتكر السلطة، ويصدر القوانين المنظمة لتنفيذها بالقوة، من خلال تخويل بعض أفراد المجتمع تشكيل ما يعرف بـ«الحكومة». تحقيق أهداف الوطن ومراقبة تنفيذ القانون الذي يحفظ الحقوق ويمنع الفوضى. ورغم ما تحمله هذه الصيغة من قسر وقمع وتقييد للحرية، إلا أن هناك اتفاقا عاما على أنها الحل الأمثل لضمان حياة عادلة ومنضبطة قدر الإمكان. ومن خلال صفحات هذا الكتاب سنتعرف على فلسفة الدولة والهدف من إنشائها، وهل يمكن فعلاً منعها من إساءة استخدام السلطة الممنوحة لها في وضع قانون أساسي للحكم، أو ما يعرف بـ الدستور.”
وهذا ملخص كتاب الدولة نظريا وعمليا.
هارولد ج. لاسكي: ناشط سياسي واقتصادي أمريكي. كان رئيساً لحزب العمال البريطاني خلال الفترة ما بين عامي 1945 و1946م، وكان من أكثر المثقفين الداعمين للنظام الماركسي خلال الحربين العالميتين.
ولد هارولد جوزيف لاسكي لعائلة يهودية في مانشستر ببريطانيا عام 1893م. درس في مدرسة مانشستر الثانوية، وفي عام 1911م درس تحسين النسل لمدة ستة أشهر. وفي نفس العام تزوج من “فريدا كيري” التي كانت محاضرة في علم تحسين النسل، ولم تكن يهودية. كان هارولد معاديًا للدين اليهودي ولم يؤمن به. كان يعتقد أن العقل يمنعه من الإيمان بالله، لكنه رغم عداوته للديانة اليهودية كان من مؤيدي الصهيونية وفكرة إقامة الدولة اليهودية في فلسطين. بعد زواجه، بدأ دراسة التاريخ في الكلية الجديدة بجامعة أكسفورد، وتخرج منها عام 1914.
تعريف بالكتاب
تصدير
المفهوم الفلسفي للدولة
الدولة والحكومة في عالم الواقع
الدولة والمجتمع الدولي
مستقبل الجيل الحاضر
…منذ أن نادى أفلاطون بأن العدالة ليست هي حُكم الأقوى، أخذ الناس يُصدرون حكمهم على الدولة بناءً على حكمة الأهداف السامية التي تعمل الدولة على حمايتها. والواقع أن العقل البشري بدأ يمُجُّ الفكرة القائلة بأنه من الممكن الدفاع عن احتكار الدولة للسلطة الإلزامية، بغضِّ النظر عن الأهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها. إننا نرى، كما يرى أرسطو، أن الدولة تنشأ لتحقيق الحياة الكريمة، ونصرُّ أيضًا — كما أصرَّ هوبز من قبل — على أنه لا يمكن أن تقوم حضارة من الحضارات لو لم تكفل الدولة الأمن المنشود اعتمادًا على سلطانها على الحياة والموت، ونوافق، مع لوك، على أن وجود جهاز حاكم عام يَرضَى الأفراد عن أعماله هو الذي يمكن أن يخول لنا حقنا في الحياة والحرية، وفي امتلاك الأشياء التي لولاها لأصبحت حياتنا شقاء وبؤسًا. وقد تمكن روسو من التوصل إلى شروط الدولة التي يمكن للأفراد، بالخضوع لقوانينها، أن ينعموا بقدر من الحرية أكبر من القدر الذي كانوا ينعمون به في المجتمع السابق على المجتمع المدني. وقد كتب هيجل في هذا الصدد عبارة مشهورة قال فيها: «إن الدولة هي الفكرة المقدسة التي تعيش فوق الأرض.» وقال: «إن الفرد يستمد كل ما له من قيمة من اندماجه في أوجه النشاط التي تقوم بها الدولة.»
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا