الثورات كلها تنطلق سلمية ولا تريد أن تكون غير سلمية، وأغلب الثورات تنتقل إلى العنف رويدًا وربما سريعًا في خطوة متقدمة. وإذا تحولت الثورة إلى العنف ولم تستطع الانتصار فإنها لا تجد بديلًا عن التسلح، ولا يكون ذلك خياراً مدروسًا بقدر ما يكون رد فعل على تصلب السلطة ومنهجها العنفي في مواجهة الثورة. وعلى أي حال لا يمكن لثورة إلا أن تمر بالعنف بدرجة من الدرجات وغالبًا ما يكون العنف عاليًا لأن الثورة أصلًا وأساسًا انفحار انفعالي وليست مشوار نزهة على شاطئ نهر أو بحر. ومع ذلك فإن العنف الذي تمارسه الثورة ضرورة نفسية لا بد منها لتفريغ الضغط حتى لا ينفجر الضغط في مرحلة لاحقة على الثورة بما ينعكس على الأمن الاجتماعي والاستقرار الاجتماعي.