هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“صحيح أنني فوجئت به ، لكني أقول الحقيقة. كنت سعيدًا وشعرت أنني اشتقت إليه لفترة طويلة. هناك أناس يفتقدهم المرء .. واحد ينقصه القيم .. الشرف في عقل أحدنا مرتبط بإنسان ، الإخلاص لإنسان آخر ، الرقة والحب لثالث ، وهذا أحمد عمر ارتبط في ذهني. – ولا أعرف لماذا – بشيء يؤثر ، قريبًا أو بعيدًا ، على روح شعبنا .. الناس الضخمون ، الخجولون ، الذين لا يسعدهم أي شيء حتى يسخر من نفسه وأخطائه “.
يضم هذا الكتاب مجموعة من القصص التي تعبر عن روح المقاومة التي عاشتها جماهير المصريين عام 1956 م. في “الوشم الأخير” يوثق “يوسف إدريس” انطباعاته عن إخلاء آخر فلول القوات البريطانية من بورسعيد ، مستذكرًا ذكرياته عن المدينة الباسلة. وفي قصة “البطل” التي تحمل عنوان المجموعة ، دعا “أحمد عمر” جاره ليخبره ، وسط سعادة كبيرة ، بإسقاط طائرة فرنسية. لم تكن روح الوطنية محصورة في ذلك الوقت بالكبار فقط ، بل كان الأطفال مشبعين بها أيضًا ، وهذا ما نراه في قصة “ساه” التي تعطي النصر بعدًا آخر في روح الطفل الممزق الذي يمشي. شوارع جاردن سيتي فخور بنفسه ، ممسكًا بحجر يخربش به الكلمات الوطنية على الحائط. وترددت الألسنة في ذلك الوقت: “لقد أممنا- الشعب- القناة” ، تحتها علامة “صحيحة”.
وهذا ملخص كتاب البطل ليوسف ادريس.
يوسف إدريس: من أهم الكتاب والروائيين الذين أنتجتهم مصر والعالم العربي ، والروائيون الأقرب إلى القرية المصرية. ولهذا أطلق عليه لقب “تشيخوف العرب” نسبة إلى الكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف.
ولد يوسف إدريس علي في قرية البيرم بمديرية فاقوس بمحافظة الشرقية في 19 مايو 1927 م. كما أصبح عضوًا في عدد من المنظمات المعنية بالكتابة ، مثل نادي القصة ، وجمعية الكتاب ، واتحاد الكتاب ، ونادي القلم الدولي.
الوشم الأخير
صح ..
ﻫ… هي لعبة؟!
البطل
الجُرح
…
في ذلك اليوم، مضت ساعات الصباح الأولى، دون أن يجدَّ جديد؛ فالمكتب هو المكتب، والحُجرة هي الحُجرة، والأوراق تملأ الأركان والأدراج، وتُطِل من الدواليب، وفناجين القهوة رائحة غادية، والسجائر تُستخرج خُلسة؛ حتى لا يَعزم أحد على أحد. وخمسة موظفين في حُجرة، والوجوه كالعادة مقطَّبة؛ مقطَّبة وهي تتصفح الجرائد وتغلقها، ومقطَّبة وهي تُحدِّق في السقف، وعابسة وهي تطلب الشاي وتلعن طعمه، ومغمومة وهي تنحني على الأوراق وتعبث بها، وتقضي العمر تدقق وتؤجل وتكتب.
لم يجدَّ جديد في ذلك الصباح، مع أن الحرب قامت، والطائرات بدأت تُغير، وكل شيء .. كل إنسان يخوض تجرِبة الحياة والموت، والعالم لا ينام، صاحيًا يرقُب الشرق وهو يُدمدِم ويتحرر، والمكتب هو المكتب، والحُجرة هي الحُجرة، وصبحي جاد هو الذي على يميني، والغازي أبو بكر على يساري.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا