هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
الطريق الأول لبناء حجية السنة
إثبات العناية التامة بها من فجر الإسلام.
يظن بعض من لا علم له بحقيقة السنة، أن العناية بها إنما حصلت في أزمنة متأخرة ؛ أي بعد قرني أو قرنين من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه المدة تضمنت فراغاً
مجهولاً فيما يتعلق بحال السنة ومكانتها. وهذا الكلام هو ما نحاول نقضه في هذا الفصل، وإثبات عكسه. وإذا ثبت ذلك أي العكس فإنه يكون دليلاً بنائيا على حجية السنة من وجهين الأول: أن نطمئن إلى أن الأحاديث الموجودة بين أيدينا الآن إنما هي نتيجة عناية متواصلة بها منذ مهد الإسلام، وبالتالي يزداد اطمئناننا إلى صحة نسبتها إلى النبي صلى الله عليه
وسلم. الثاني: أننا إذا أثبتنا عناية النبي صلى الله عليه وسلم بسنته، وعناية أصحابه بها، وعناية أئمة الإسلام بها؛ عرفنا تهافت قول المهونين من شأنهاء المتخذينها وراء هم ظهريًا. إن قضية الاحتجاج بالسنة ليست مذهبا فقهيا تعاليم من العلماء انفرد به، وليست رأيا الأهل الحديث في مقابل موقف مخالف من الفقهاء، وإنما كما قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: «أجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار – فيما علمت على قبول خير الواحد العدل وإيجاب العمل بها إذا ثبت، ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا، إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع، شرذمة لا تعد خلافا) اهـ (۱) ولعلك تلاحظ أن ذلك في خبر الآحاد؛ فكيف بالمتواتر ؟!.
وهذا ملخص كتاب افي السنة شك.
أحمد يوسف السيد (مؤلف)
نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية.
ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده من الصِّغَر فحفظ القران والأربعين النووية ونظم عُبيد ربه في النحو في مرحلة مبكرة.
ثم حضر – في المرحلة المتوسطة- دروس الشيخ إبراهيم العجلان بينبع في عمدة الأحكام والعمدة في الفقه وفي التفسير.
وفي المرحلة الثانوية انضم إلى دورات الشيح يحيى بن عبدالعزيز اليحيى في حفظ السنة بمكة فحفظ الصحيحين وزيادا نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية.
ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده من الصِّغَر فحفظ القران والأربعين النووية ونظم عُبيد ربه في النحو في مرحلة مبكرة.
ثم حضر – في المرحلة المتوسطة- دروس الشيخ إبراهيم العجلان بينبع في عمدة الأحكام والعمدة في الفقه وفي التفسير.
وفي المرحلة الثانوية انضم إلى دورات الشيح يحيى بن عبدالعزيز اليحيى في حفظ السنة بمكة فحفظ الصحيحين وزيادات الكتب الثمانية خلال دورتين.
ودرس خلال هذه المرحلة كتاب مقدمة التفسير لابن تيمية على الشيخ عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي.
وكتاب البيوع على الشيخ عبدالله بن بسام رحمه الله.
ودرس البيقونية على الشيخ خالد مرغوب وعلى الشيخ فؤاد الجهني كما حضر له في تلك المرحلة دروساً في عمدة الأحكام وفي البرهانية في الفرائض.
ودرس منظومة القواعد لابن سعدي على الشيخ مصطفى مخدوم.
كما اعتنى أصحاب رسول الله بسنته وأحاديثه في حياته، فإن عنايتهم بها استمرت بعد
وفاته صلى الله عليه وسلم، وقبل أن أذكر وجوه العناية فإن ما ستقرؤه من نصوص كثيرة
هنا، ونقول متظافرة عنهم، ليس الغرض منها السرد والجمع المجرد، وإنما إثبات حقيقة
واضحة؛ ألا وهي أن العناية بالسنة، واعتبارها مصدراً تشريعيا للأحكام، ليس أمراً مبتدعاً،
وإنما هو عمل أفقه هذه الأمة وأبرها بعد نبيها، وقد ظهرت هذه العناية من وجوه
الوجه الأول: أن طلبهم للحديث لم ينته بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ بل كانوا يتبعون حديثه، مما لم يسمعه أحدهم، ويتطلبونه ممن سمعه. قال البخاري في صحيحه باب الخروج في طلب العلم: ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر؛ إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحده)
وحين نقرأ في كتب السنة تمر بنا رواية الصحابة بعضهم عن بعض، وهذا يدل على أنهم كانوا يسمعون الحديث بعد رسول الله فيما بينهم. ولذلك تجد ابن عباس (رضي الله عنهما) – مثلاً – مع أنه لم يسمع من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا أحاديث قليلة، إلا أنه روى عنه كثيرًا من الأحاديث، إذ سمعها من الصحابة، ثم حدث بها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أنهم لم يقتصروا في فتاواهم وأقضيتهم على ما في القرآن، بل ضموا إليه
السنة كمصدر تشريعي
يزعم منكر و السنة، المشمون – زوراً- بالقرآنيين أنه لا حاجة في أي أمر ديني إلى شيء
خارج نص القرآن الكريم، لأنه تبيان لكل شيء. هذا الكلام فيه حق وباطل؛ فأما الحق الذي فيه فهو أن القرآن الكريم تبيان لكل شيء، لكن الشأن في تحرير وجه البيان والتبيان الذي جاء به القرآن؟ هل هو بطريق النص على كل حكم بعينه؟ أم بطريق النص تارة، وبطريق الإشارة والإحالة تارة أخرى؟ لا شك أن طريقة القرآن ليست هي النص على كل حكم بعينه، وإنما بالنص في مواضع، وبالإحالة إلى الرسول وأحكامه وأوامره ونواهيه في مواضع أخرى. وبذلك يظهر لنا وجه الباطل في الكلام السابق.
كما أن في قولهم تعطيلاً لكل الآيات القرآنية التي أحالت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره ونهيه، وهذا يكشف عدم صدق تسمية أنفسهم بالقرآنيين؛ فإن الآيات القرآنية الأمرة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكررت عشرات المرات في القرآن، هم عطلوها كلها بدعاوى غير متماسكة عند التحقيق.
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا