ارني انظر اليك pdf
ملخص عن كتاب ارني انظر اليك:
الرياض في ١٤ نوفمبر ۲۰۱۰،
السيد المحترم (……..).
سررت بالجلوس إليك مساء الأسبوع الماضي عند السيد (…….) وسررت أكثر بالرّسالة المفاجئة التي وصلتني منك حالما رجعت إلى بيتي في الحقيقة، لقد استمتعت بالاستماع إلى قصتك في حضور صديقنا المشترك، ورغبت في الاستزادة، لكنني علمت أن الحياء يمنعك من الخوض في تفاصيل كثيرة، وقد أسعدني طلبك بتشريف قلمي المتواضع بصياغة قضنك بشكل رواني.
لقد سألتك في جلستنا تلك بكل وضوح لماذا لا تكتب قصتك وتنشرها؟ إن فيها من المغامرات والصراعات الفلسفية ما يكفي الصناعة نص ناجح يحقق مبيعات وغيرة ناهيك عن تماهيها مع اهتمامات شباب اليوم وتقديمها لإجابات وافية عمّا يؤرق الكثيرين منهم من تساؤلات وجوديّة كما أنّ رصيدك اللغوي والمعرفي يجعلانك مؤهلا تماما للكتابة بشكل محترف.. فلم لا تفعل ؟ لكنك رددت بانكسار وصراحة أخشى أنني لن أكون محايدا في الطرح وسيغليني هوى نفسي في تزكيتها أو الدفاع عنها، لذلك أرى أن قلما موضوعيا هو الأقدر على نقل الفضة. خشيت في تلك اللحظة أن تكون قد عهدت إلى أحدهم بتلك المهمة وأن الفرصة قد فاتتني، لذلك لم أتجاسر على السؤال. لكنك شرفتني بثقتك وعرضك الذي وافيتني به بعد الجلسة مباشرة.
وهذا ملخص كتاب ارني انظر اليك.
نبذة عن كاتب كتاب ارني انظر اليك:
خولة حمدى
كاتبة وأستاذة جامعية ، ولدت عام 1984 بتونس، حصلت على درجة البكالوريوس فى الهندسة الصناعية ، وحصلت على الدكتوراه فى بحوث العمليات من جامعة التكنولوجيا بفرنسا ، دخلت خولة عالم الكتابة بكتاب “أحلام الشباب” والذي صدر عام 2006 حيث سردت فيه مذكرات فتاة مسلمة ،بعد ذلك صدر لها عملها الثانى “في قلبي أنثى عبرية” فى عام 2016 ، والذي يحكي عن فتاه يهودية تونسية اعتنقت الأسلام ، حيث يعتبر العمل مستوحاه من قصة حقيقة ، تصدر ذلك العمل قائمة الأكثر مبيعا حيث صدر له أكثر من 47 طبعة ، وتعتبر اخر أعمالها رواية أين المفر والتي صدرت عام 2018 .
اقتباسات من كتاب ارني انظر اليك:
- …باريس، ٢٠٠٤/٠٥/٠٢وأنت تعبر بوابة الصعود رقم خمسة عشر من مطار باريس «شارل دي غول»، وتسير باتجاه الطائرة الرّابضة في نهاية الممر ينتابك إحساس بالخفّة لم تستشعره من قبل يتلاشى قلق الفترة الماضية ويتحوّل إلى غلالة رقيقة، قريبا تنكسر قشرتها الهشة. هذه الرّحلة، ينتظرك الخلاص على طرفها الآخر.تستقر في مقعدك في الدرجة السياحية، وتغمض عينيك، تستعجل انقضاء الساعات الثمانية التي تفصلك عن وجهنك، وما يليها من الانتظار حتى حلول الموعد المرتقب، لكن ما وزن تلك الساعات القليلة أمام سنوات أمضيتها تنقلب على جمر القلق؟ عبر مساحات اللايقين التي تغمر فضاءك، يراودك يقين واحد.. ذاك الرجل الذي ستلقاه هناك، في نيويورك، يملك الإجابات الشافية على كل تساؤلاتك. سينتهي الاضطراب وترجع السكينة لتحل بين جنباتك بعد أن تتضح رؤيتك ستجد عنده ما يرضي شقيك المتنافرين المتناقضين.. قلبك وعقلك هكذا تمني نفسك.
- …هل تذكر، حين رأيتها أوّل مرة؟ كان ذلك في مطلع السنة الدراسية الثانية لك في باريس، سبتمبر ۱۹۹۸ کنت قد حققت إنجازك الأول واجتزت اختیار دخول كلية الطب، دون أن تعبر معضلة السنة التحضيريّة المضنية. ذاكرتك رغم مواتها كانت قد احتفظت بمخزون عالي الجودة بعد سنوات تردّدك على كلية الطب التّونسيّة، فقبلت في حين رجع نحواً ألف ومائتي طالب خائبين، وتوزّعوا على اختصاصات أخرى كان الطب في أعلى قائمتها.مرت سنتك الدراسية الأولى هادئة باردة، خالية من أي معنى. كنت تدرس لتملأ فراغ وقتك وخواء قلبك، ولا تفكر في أي شيء آخر. تجربتك الباريسية الميتة استمرت لسنة واحدة، قبل أن تدب الحياة مجددا في شرايينك.في الأسبوع الأول لسنتك الدراسية الثانية، رأيتها. كانت قاعة المحاضرات تغص بالبشر، لا تكاد تجد موطئ قدم بين الطلبة الثلاثمائة الذين يتزاحمون لحضور درس «التشريح ذاك. ومع ذلك رأيتها ، ورأتك. لم يكن من الصعب تمييز شخصين غريبين مثلكما في بحر متلاطم من الشفرة والسفور كان حجابها علامتها المميزة. هل صوّبت بصرك تجاهها ترمقها مأخوذا في دهشة، حتّى انتبهت هي إلى نظراتك الملحة فالتفتت؟ لعلّك فعلت فقد التفت عيونكما بعدها، ولم تحوّل بصرك عنها حتى أشاحت بوجهها، وقد تناسيت قاعدتك الذهبية بغض البصر عن الأجنبيات.
- …۱۹۹۹/۰۷/۱۳يا من تقرئين رسالتي إليك مفاتيحها. لا أتوقع منك ردودا أو تجاوبا، وأنا الذي وصلت دون سابق إعلام، واقتحمت خلوتك دون استئذان سيكفيني أن تقرئي. وربما تتساءلين في حيرة بينك وبين نفسك، من ذا الذي يجرؤ؟ وذلك غاية ما أرجو أن أثير قدرا من فضولك واهتمامك. سأكتب إليك، كأنني أكتب إلى نفسي بلا حواجز أو اعتبارات، وذلك ممكن لأنك لا تعرفين من أكون. واختفائي وإخفاء هويتي قد يبدو لك جبنا.. لكنّه يمنحني مساحات من الحريّة لا تتوافر في الظروف الطبيعيّة لأيّ محادثة بين اثنين، وتحرّرني من الحياء والخوف وتفتح بوابات الصراحة على مصاريعها. دعيني أؤكد.. أنت لا تعرفينني لا تبحثي عن وجهي في دائرة معارفك والمقربين منك، فإن موقعي حتما خارجها خارجها تماما، حتى أنني لا أعرف كيف يكون صوتك. لكنّني أحفظ الملامح والابتسامة. ولا تتساءلي أين سبق والتقينا، لأننا لم نلتق. لذلك لا تشغلي نفسك يمن أكون، فإنّني لا أريد أن أكون أمام عينيك.. سوى كلمات. ها أنّني قد سلمتك المفاتيح، فافتحي الأبواب.
تم حذف روابط التحميل والقراءه حيث يعتبر الكتاب ملكية خاصة او بناءً على طلب المؤلف