هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس عليَّ أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم مجموعة شباب فضو
ليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم.
وهذا ملخص كتاب الشيطان يحكي مطعم اللحوم البشرية.
أحمد خالد مصطفى
من مواليد المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية في 22 يناير 1984م..
درس الصيدلة في جامعة القاهرة، ثم اتجه بعدها للكتابة حيث كانت قصة مطعم اللحوم البشرية أول أعماله، تلاها روايات أنتيخريستوس وأرض السافلين، وملائك نصيبين هي أحدث أعماله الصادرة جميعاً عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، وقد عرفت أعماله بكونها مزيجا من المعلومات التاريخية والدينية والخيال..
أمام تلك النافذة المغلقة بإحكام كان يقف .. ينظر سارحا من خلالها السماء لا يدري بم تهمس له بالضبط .. يسمع سعالي فيستدير .. ويتنهد …. ويقترب إلى … يضم معطفه الموضوع على جسدي محاولا ألا يجعل للبرد فرجة إلى صدري .. لكن قدماي و ساقاي يرتجفان … أراه ينظر إلى بتلك الملامح المميزة التي يمتلكها .. و كفه يمتد إلى جبيني .. أحيانا كثيرة يشعرني حنانه وحده بالدفء .. فأنظر له برضا .. و أبتسم يشحوب
أتذكر لما قابلته لأول مرة في حياتي .. كنت طفلة في السابعة .. أتى إلى بيتنا عندما لم يبق له مكان آخر يذهب إليه .. أمي ماريا هي عمته .. وهي تعمل خياطة فقيرة في بالتيمور وبالكاد كانت تجد مصروفات منزلها .. بالرغم من هذا فهو لما دخل إلى بيتنا ، كانت سعادتها به لا توصف … تلك كانت أول مرة أرى فيها إدجار .. إدجار آلان بو.
كانت طفلة
الذي كان في العشرين من عمره .. لم أكن أعي عنه إلا أنه ابن عمي توفيت أمه و توفي أبوه .. وهو هنا ليعيش معنا في هذا المنزل .. كانت له ملامح من الطراز الذي يجعلك تنظر لها مرارا بلا سبب واضح … ملامح خلق فيها الحزن قبل أن تخلق .. كنت دائما أحدق في ملامحه لفترات طويلة كطفلة لا تكترث بإخفاء إعجابها .. كان ينظر إلى وقتها ويبتسم .. ربما كنت أنا الشيء الوحيد في هذا العالم الذي استطاع جعل هذه الملامح تبتسم.
عدت أسعل دما مرة أخرى .. نظر إلي بيأس وقلة حيلة .. ثم إنه نظر وراءه على الأرض إلى القط الذي كان يتثاءب في كسل و يموء في جوع .. رأيت إدجار يقوم من مكانه فجأة ويحمل القط .. ثم يقترب مني … ثم يزيح تلك الملاءة الرقيقة عن صدري بهدوء .. ثم يضع القط على صدري .. كنت مندهشة .. لكن كفه كانت تمسح على شعري بحنان لو خرج من قلبه إلى الدنيا لملأها نورا و ضياء .. ثم نظر إلى القط الرابض على صدري والذي كان يحاول النزول لكن إدجار يمنعه .. و أخذ يمسح على رأس القط حتى نام … نام على صدري .. ثم ضم إدجار على ذلك المعطف الذي كنت أرتديه .. ونظر إلى بابتسامة وقال لي ” عسى أن ينجح هذا القط التعيس في تدفئة هذا الصدر الجميل “
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا