هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
– هل .. أنا.. حامل ؟
خرج سؤالها مرتعشا بكلمات متفرقة لا تقوى على استجماع شتاتها لتنظمها في جملة واحدة. السؤال نفسه هزها، شنتها، وكأنه يصدر عن فتاة أخرى غيرها، لكن لا مجال للخطأ، الصوت صوتها، والسؤال سؤالها تجمعت لهفة عينيها ورجاؤها ليتعلقا بشفاه العجوز الخبيرة التي تقف قبالتها في دارها الحقيرة بالية الأثاث نقادة الرائعة تكاسلت نظرات العجوز فوق وجهها، عاجاتها الفتاة بلهفة الملتاع
وهذا ملخص كتاب القصر الاسود.
منى سلامة
من مواليد محافظة الدقهلية المصرية في 1985م..
تخرجت في كلية الطب البيطري في جامعة المنصورة عام 2008.. تشترك أعماها في الطابع الاجتماعي لكنها تتنوع بين الواقعي في بعضها والخيالي في البعض الآخر.. بدأت بنشر كتاباتها إلكترونياً وهي أربعة أعمال: قطة في عرين الأسد، ومزرعة الدموع، وجواد بلا فارس، والعشق الممنوع.. نشر لها ورقيا الأعمال التالية مع دار عصير الكتب للنشر والتوزيع: كيغار وقزم مينورا ومن وراء حجاب وثاني أكسيد الحب..
إن كان صعب على فتاة أن تبلغ العشرين من عمرها بلا خطبة أو زواج، يتيمة الأم، فقيرة، معدمة، تخدم في دوار العمدة المطل على مزرعة البرتقال شرق القرية، فمن الأصعب عليها أن تكون الابنة الوحيدة لمجنون القرية، الذي يسير مرتديا خلخال زوجته الفالصو في ساقه اليمنى مدعيًا أنه ذهب خالص
يمكنها أن تتحمل نظرات تحاصرها طوال الوقت وترميها بمحورية الخادمة، لكن يشق عليها أن تتحمل تلك التي تنعتها بمحورية بنت المجنون، حتى أن اسمها ليس حورية، وإن كان يحلو للناس أن تناديها به ويكفون ألسنتهم عن اسمها الحقيقي.. «حرة
وليس تحوير الأسماء بشيء عجاب في قرية دنشواي، في مخيمر» السقا الذي كان يجوب القرية حافي القدمين يحمل فوق ظهره قربة الماء يميل بجدعه التنفتح فوهة القربة وينهمر منها الماء القذر يبيعه على أنه ماء نظيف يصلح للشرب قد تحول بين ليلة وضحاها إلى مخيمر» بكدا تفتحت شريقة الرعاع وخرج منها مزهوا ليلحق بركب البهوات ولن تتعجب ، حورية، إن انضم أيضًا إلى ركب البشوات: ألم يكن سعد زغلول، فلاحًا ابن فلاح قبل أن يتزين اسمه يطربوش البشوية؟
تقلت العجوز تحوقل وتذكر الله بصوت حاد تبارز به تهام البومة استدارت الفتاة وغادرت دار العجوز مضطرية الخطى مخدرة الحواس وقفت دامعة العينين بين أشجار تطل عليها بفضول من كل حدب وصوب. يا لها من ليلة حالكة السواد لا تكاد تتبين موضع خطواتهاا وبغتة أخذت تبكي بصوت يبارز صوت البومة والعجوز أهات ملتاعة تصحبها وهي
سألت الأشجار بعضها البعض في لوعة عما حدث للفتاة، يرونها في الغابة للمرة الأولى، يجهلن هويتها وما أصابها وأفزعها تلك الفزعة المميتة وحده الزمن كان يعرف قصتها طلبن منه بفضول أن يقص عليهن حكايتها. فقال لهن الزمن
حسنا يا أشجار الغابة، هيا تجمعن حولي وشكلن دائرة لأشعل في منتصفها النار، فالليلة شتوية باردة والبرد يقتل الكلمات لا تخفن.. لن أقطع جذع إحداكن قنبران الحكايات لا تحتاج إلى الحطب، بل إلى قلوب مصفية وأذان واعية، والآن.. هل تشعرن بالدفة جيد. إذن فلتبدأ فصول الحكاية
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا