هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
إن كتاب رد المحتار للعلامة محمد أمين عابدين الشامي الدمشقي، وهو حاشية على كتاب الدر المختار للعلامة علاء الدين الحصكفي شرح متن تنوير الأبصار للعلامة التمرتاشي؛ قد جاء فتحاً جديداً في المذهب الحنفي بعد كتاب (بدائع الصنائع) للعلامة المبدع الشيخ علاء الدين الكاساني رحمهم الله جميعاً. فكتاب البدائع نثر الفقه الحنفي وأعاد صياغته بتبويب وتفصيل وتأصيل جديد، وكتاب رد المحتار غربل المذهب ونخل كتبه على كثرتها، وأخذ حصيلتها في التنقيح والترجيح والتصحيح، فحرر المذهب تحريراً جامعاً يغني المراجع والباحث عن كل كتاب آخر سوى من يريد مزيداً مما حول الموضوع الذي پريده . كان جدي رحمه الله الشيخ محمد الزرقاء مولعاً بتدريس حاشية ابن عابدين (رد المحتار) لما ظهرت طبعتها الأولى البولاقية ذات القطع الكبير، وقد استمر دائباً على تدريسها قراءة كلمة كلمة : يقرأ المتن والشرح، ثم ينزل إلى الحاشية قولة فقولة، في حوالي أربعين عاماً.وقد قرأ والدي رحمه الله عليه الحاشية قرابة ثلاث مرات كلمة فكلمة كل مرة في اثني عشر عاماً درسا يومياً سوى يومي الثلاثاء والجمعة والأعياد، وذلك في المدرسة الشعبانية في حلب، ويحضر الدرس ثلة من فقهاء البلد وبعض القضاة والمفتين والمدرسين. ولما تولى والدي تدريسها بعد جدي في المدرسة نفسها، وكنت قد انتظمت في سلك المدرسة الخسروية للدراسة الشرعية، كنت أحضر على والدي قراءة حاشية رد المحتار في المدرسة الشعبانية نفسها. وأكتب عليها تعليقات مستمدة من تقرير والدي وشرحه ومناقشته. – إن ما توافر لابن عابدين من وسائل الإحاطة بكتب المذهب إلى جانب ذكائه وذاكرته وخبرته العميقة في المراجعة عن المسائل لم يتوافر مثله فيما يبدو لأحد قبله، فقد كان والده غنياً موسراً فكان يأتيه بالكتب المرجعية (وكلها مخطوطة بخطوط مختلفة من مختلف البلاد الإسلامية مهما كان ثمن الكتاب على صعوبة هذه المواصلات والبحث في ذلك العهد. قيل لي إنه كان قد اتخذ في غرفة عمله في بيته دائرة من الخشب واسعة تدور على محور كان يضع عليها في سائر أطرافها الكتب التي يحتاج إلى مراجعتها خلال كتابة حاشيته رد المحتار، وكلما احتاج إلى كتاب منها المراجعته يدير الدائرة حتى يأتي الكتاب المطلوب أمامه فيأخذه وهو جالس لا يقوم إلا إذا احتاج إلى القيام لشأن آخر، أو إلى جلب كتاب غير موجود على الدائرة التي يجلس إليها. إن المجموعة التي توافرت لديه من كتب المذهب بخاصة، وسائر المراجع الأخرى على اختلافها بعامة لا يتوافر مثلها في المكتبات العامة والخاصة، فنجده أحياناً ينقل نصاً بالواسطة موجوداً في كتاب، ويشعر أن فيه تحريفاً، فإذا به يقول: أقول وقد راجعت نسختي فوجدت فيها كذا وكذا وهو الصواب فالذي في الكتاب الذي نقلت عنه محرف 11 وقد يكون التحريف بين نفي وإثبات جاء من حذف حرف النفي في النسخ، وهكذا كثيراً ما يصحح النصوص المحرفة لدى من ينقل عنهم.بهذه الخصائص وسواها في الحاشية إلى جانب ما قام به رحمه الله مؤلفها من نخل كتب المذهب الحنفي في كل موضوع ومسألة حتى يستوعب ماجاء عنها في كتب المذهب أصبح الدارس والباحث عن حكم مسألة في المذهب الحنفي لا يستطيع أن يكتفي بمراجعة أي كتاب من فقه المذهب عنها ويطمئن إلى الحكم الذي يراه لها ما لم يرجع إلى حاشية ابن عابدين ويرى ما فيه عنها، فقد يراه ينقل عن أهل الترجيح والتصحيح تصحيح خلاف الحكم الذي وجده في الكتاب الذي راجعها فيه. وهكذا ترى أن الإنسان بعد وجود حاشية ابن عابدين لم يعد يستطيع الاعتماد على حكم مسألة في كتاب آخر من كتب المذهب ما لم يرجع إلى ابن عابدين ليرى ماحرره عنها، وهكذا أصبحت الحاشية عمدة الفتوى والقضاء والدراسة
لعلامة الشيخ الأستاذ الدكتور
محمد عبد اللطيف محمد صالح الفرفور
(1366 – 1435 هـ / 1945 – 2014م)
شيوخه :
أخذ القرآن الكريم فقرأ ختمات كاملات برواية حفص عن عاصم على المقرئ الجامع المرحوم الشيخ ياسين الجويجاتي الدمشقي وأجازه بها بأن يَقرأ ويُقرئ بالرواية المذكورة عن قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود.
تلقى تعليمه على أفاضل علماء بلده, وأمنهم عليه يداً والده سماحة المربي الكبير العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور الأديب الفقيه الأصولي الشاعر المتكلم النظار رحمه الله تعالى, ولديه منهم إجازات علمية يعتز بها, أجلها إجازة سماحة والده وإجازة سماحة العلامة الدكتور محمد أبي اليسر عابدين رحمه الله تعالى المفتي الأسبق للجمهورية, وإجازة المرحوم سماحة السيد محمد المكي الكتاني مفتي المالكية وشيخ الطريقة الشاذلية ورئيس رابطة العلماء طيب الله ثراه, وإجازة محدث الحرم الشيخ علوي عباس المالكي تغمده الله برحمته ورضوانه.
مسيرته العلمية :
دَرَسَ في حلقات المساجد العلمية، فنهل من والده العلوم على طريقة السلف الصالح صباحاً وسماءً، وتابع دراسته في المدارس الرسمية، فنال شهادتي الإعدادية والثانوية بتفوق، ثم تابع في الجامعات فتخرج من جامعة دمشق عام 1966م بالإجازة الجامعية في الشريعة ببحث علمي.
أتم تحصيله الجامعي في جامعة الأزهر، فنال إجازة القانون والفقه بدرجة جيد جداً، ثم حاز على درجة الماجستير في الفقه المقارن بدرجة جيد جداً عام 1972م برسالة علمية قدمها ودافع عنها بعنوان: (نظرية الاستحسان في التشريع الإسلامي).
قدم رسالته العلمية (ابن عابدين وأثره في الفقه دراسة مقارنة بالقانون) فنوقشت مناقشة علنية من لجنة مؤلفة من كبار علماء الجامعة ودافع عنها مؤلفها فنال بها بالإجماع درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها مع جامعات العالم من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بقرار من مجلس الجامعة في 26/7/1978م.
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
نرجو الدعاء لصاحب هذا العمل والمقيمين عليه
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي ال وصحبه اجمعين
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا