هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“تتبادر إلى ذهنها أيام المناصرة كأصداء، صباح وظهر وظهر ومساء وغروب شمس وسهر حتى الفجر، صوت المناشير، طرق المطارق، رائحة الغراء، النداءات، الدعوات، الموسيقى والطنين الذي ينتشر عبر النافذة، حتى شجارات أمها وأبيها؛ ترفرف على شفتيها ابتسامة عند ذكراها”.
“محمد جبريل” يأخذنا بعيدًا عن أجواء الإسكندرية التي يفضلها، ويغوص بنا في أزقة القاهرة، وتحديدًا في حي المناصرة الشهير بتجارة الأثاث، ويسرد التغيرات التي طرأت على سكان هذا الحي في العقود الأخيرة. الشخصية المحورية في الرواية هي “هالة”؛ تلك الفتاة المتعلمة، خريجة كلية دار العلوم، التي تجد نفسها في عائلة لها تاريخ طويل في مهنة الرقص والغناء الشعبي؛ والدتها شوقية سالم أفضل راقصة شموع في المنصورة، ووالدها حسين عكاشة أحد أمهر العازفين في المنطقة. إلا أنها ترفض استكمال رحلة العائلة وتقرر السفر إلى سلطنة عمان. ومن خلال تفاعل هالة مع والديها وأختها وعطية ابن عمها الطامح للزواج منها، يقدم لنا جبرائيل قصة أحد أحياء القاهرة القديمة بكل ما فيها من تناقضات وصراعات.
وهذا ملخص كتاب سكة المناصرة.
محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، يعد من أبرز الروائيين المعاصرين؛ حيث أثبت في أعماله الأدبية مستوى عاليًا من الكفاءة في السرد والرواية القصصية، وحظيت أعماله بتقدير كبير من قبل الكتاب والنقاد والقراء في مصر وخارجها.
ولد عام 1938 بمحافظة الإسكندرية. عمل في الصحافة بداية، حيث بدأ مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1960، ثم انتقل إلى جريدة المساء، ثم أصبح رئيس تحرير مجلة الإصلاح الاجتماعي الشهرية. كما عُين خبيرًا في المركز العربي للدراسات الإعلامية في السكان والتنمية والإعمار عام 1974، وعُين رئيسًا لتحرير جريدة الوطن العمانية عام 1976، بالإضافة إلى عضويته في اتحاد الكتاب المصريين، واتحاد الكتاب، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
…
نزلَت من التاكسي عند انحناءة سكة السويقة من شارع محمد علي. واءمَتْ بين عد النقود للسائق ومسح الشارع بنظرات سريعة. اختفاء القضبان الحديدية في أسفلت الطريق يشي بتوقف الترام عن السير، البنايات الحديثة يكسوها التراب فلا تفترق إلا بنموذجها المعماري عن البيوت القديمة، القصيرة، والواجهات المتآكلة بالنشع، والشبابيك العالية، والكرانيش في أفاريز الشرفات، والبواكي التي بظَّت واجهاتها ببضائع محال بيع الآلات الموسيقية والأدوات الكهربائية والزنكوغراف والمطابع اليدوية والمجلدين والخطاطين والمكتبات والصيدليات والمقاهي والمطاعم ومحال المشروبات الباردة والبوتيكات ودكاكين المانيفاتورة والبلاستيك وأكشاك الصحف والسجائر والباعة الجائلين، والسلالم الحجرية الصاعدة على جانبَي البنايات.
مضت — تحمل الحقيبتين، كل واحدة في يد — إلى سكة المناصرة. على الناصية مسجد الشيخ منصور، بنوافذه الخشبية المخروطة، ومئذنته القصيرة.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا