هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“وعندما دخل نيكولاي المنزل ورأى العائلة بأكملها … وعندما رأى بجشع الرجل العجوز والنساء يأكلان الخبز الأسود ويغمسانه في الماء، أدرك أنه كان عبثًا أن يأتي إلى هنا مريضًا، بلا مال، ومع عائلته أيضًا!»
وكان “نيكولاي” يعمل في أحد الفنادق في موسكو، لكنه غادر بسبب مرضه، وقرر العودة مع زوجته وابنته إلى منزله في الريف حيث تعيش عائلته، لكنه اكتشف أن ذلك لم يكن قرارا جيدا. وحال وصوله رأى البؤس والبؤس يخيم على كل من في المنزل، في حياة أساسها الفقر، وكان السكر هو الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها الرجال للهروب منها، ويسود الجهل وكثرة الأطفال. في الوضع. صورة مرعبة رسم تشيخوف تفاصيلها المؤلمة بدقة متناهية!
وهذا ملخص كتاب الفلاحون لانطون تشيخوف.
أنطون تشيخوف: طبيب وأحد أبرز أدباء الأدب الروسي. صُنف من أفضل كتاب عصره، خاصة في كتابة القصص القصيرة والمسرحيات، في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ولد أنطون بافلوفيتش تشيخوف عام 1860م، وكان ابناً لتاجر بسيط. عاش حياة صعبة مع عائلته في السنوات الأولى من حياته. حيث عانوا كثيراً من ضائقة معيشتهم. أنهى دراسته الثانوية عام 1879م، ثم سافر إلى موسكو ليلتحق بكلية الطب في جامعتها، وتخرج منها عام 1884م. مارس الطب بعد تخرجه مباشرة ولكن لفترة قصيرة. وبقي مقيماً في موسكو حتى عام 1898م، ثم انتقل للعيش في شبه جزيرة القرم بعد تدهور حالته الصحية.
بدأت موهبته الأدبية تتبلور منذ بداية دراسته في كلية الطب. بدأ بكتابة القصص القصيرة والمشاهد المضحكة ونشرها في عدد من الصحف والمجلات التي كانت تصدر أسبوعيا، إلا أنها كانت تنشر بأسماء مستعارة، أشهرها “أنتوشا تشيخونتي”. وكانت روسيا تعاني في ذلك الوقت من أوضاع متردية وأزمات عديدة، خاصة في وضعها السياسي، وكانت حكومتها في ذلك الوقت تنتهج سياسة القمع تجاه الشعب وتواجه أي آراء أو كتابات معارضة تتضمن في مضمونها انتقادات لسياسة الحكومة. سياسة.
الفلاحون
…
وصل إلى قريته جوكوفو قُبيل المساء. وكان مسقط رأسه يبدو له في ذكريات الطفولة مشرقًا، حمیمًا، مريحًا، أما الآن، وعندما دخل الدار، فقد شعر حتى بالخوف؛ فكم كان المكان مظلمًا وضيقًا وقذرًا! ونظرت زوجته أولجا وابنته ساشا، اللتان جاءتا معه، باستغراب إلى الفرن الكبير المنفر، الذي كاد أن يشغل نصف الدار، والمُسوَد من الهَباب والذباب. ما أكثر الذباب! كان الفرن مائلًا، وجذوع الأشجار التي شُيِّدت منها الجدران معوجة، فبدا أن الدار ستنهار توًّا. وفي الركن الأمامي، بجوار الأيقونات، أُلصقت رقع ماركات الزجاجات ومِزَق من الصحف، وذلك بدلًا من الصور. يا للفقر! لم يكن أحد من الكبار في المنزل؛ إذ كانوا كلهم يحصدون. وعلى الفرن جلسَت طفلة في حوالي الثامنة، بيضاء الرأس، قذرة الوجه، لا مبالية. لم تنظر حتى إلى القادمين. وفي الأسفل تمسَّحت قطة بيضاء بالبشكور.
ودعتها ساشا إليها: بس، بس!
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا