هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“يندفع نحو خزانة الأدوية وسيارة الإسعاف الصغيرة المعلقة على الحائط، ويلتقط مزمارًا من فوقها، ويعيده سريعًا إلى النافذة، ويعزف به مقطوعة موسيقية ريفية…”
مسرحية اجتماعية قصيرة من فصل واحد، منسوجة بشكل كوميدي وبلغة ريفية بسيطة، لكنها رغم ذلك غنية بالدلالات والمعاني. وهو من أوائل أعمال الأديب الكبير توفيق الحكيم. تدور قصتها حول التمارجي “سالم” الذي يعمل في إحدى العيادات الصحية الريفية، ويعشق… الفن والموسيقى والعزف على الناي، وهذا ما كان يشغله طوال الوقت، ففعل لا تولي أي اهتمام لعمله التمريضي. بل كان مهملاً وغير مبالٍ بشكاوى المرضى، وإصرارهم الدائم على العلاج، وازدحام العيادة بهم. وسط ضجيج المرضى، يلتقي سالم بفتاة تغني في العيادة. يفتتن بغنائها ويقرر أن يتبعها ويترك مرضاه.
وهذا ملخص كتاب الزمار.
توفيق الحكيم: أحد أهم وأشهر الأسماء في جيل رواد الأدب العربي الحديث. نال مكانة خاصة في قلوب قرائه، وتربع على عرش المسرح العربي، مؤسسا اتجاها جديدا هو المسرح العقلي.
ولد حسين توفيق إسماعيل الحكيم في 9 أكتوبر 1898م في مدينة الإسكندرية لأب مصري يعمل في القضاء وأم تركية أرستقراطية. وكان لطفولته في دمنهور الأثر العميق في تكوينه.
التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة محمد علي التوجيهي. أتاحت له إقامته في القاهرة التردد على فرقة “جورج أبيض” المسرحية. شارك في ثورة 1919، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1925. ثم سافر إلى باريس لإكمال دراساته العليا في الحقوق، لكنه حاد عن هذا الهدف. اتجه إلى الأدب المسرحي والقصص القصيرة، وتردد على المسارح الفرنسية والأوبرا ومتحف اللوفر وقاعات السينما. وهذا ما دفع والده لإحضاره إلى مصر مرة أخرى عام 1928م.
شغل الحكيم العديد من الوظائف والمناصب. ومن بينهم عمله نائبًا للنائب العام، ومفتشًا للمباحث بوزارة التربية والتعليم، ومديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح، ومديرًا لدار الكتاب المصرية، ومندوب مصر لدى اليونسكو بباريس، ومستشارًا بجريدة الأهرام وعضوًا. لمجلس إدارتها، بالإضافة إلى انتخابه عضواً في مجمع اللغة العربية.
الزمار
…
(مكتب طبيب صحة في الأرياف، قاعة عارية الأرض بها مكتب قديم، وبضعة كراسي من القش فوق حصيرة، وبعض خرائط طبية على الحائط، وخرائط جغرافية لبلدة «تلا» ومقياس للنظر، وطشت صيني فوق حمَّالة تصبُّ فيه حنفية صغيرة مركَّبة في صهريج صغير من الزنك مُعَلَّق بالجدار، وبالقاعة نافذة تظهر منها مزارع خضراء وسيمافور سكة حديد مصرية، وبالجدار آلة «تليفون» من طراز «تلفونات» المراكز، وباب القاعة مفتوح على مصراعَيه، يؤدي إلى شِبه صالةٍ بها بعض دكك خشبية للجلوس … «التمرجي سالم» نائم على المكتب، ورهط من الفلَّاحين والفلاحات والأطفال مكدَّسون، بعضهم فوق بعض، بمدخل باب القاعة، وهم يزحفون شيئًا فشيئًا إلى داخلها في لغط، وقد ارتفع صوت صياح طفل في حجر أُمِّه، حتى كاد يُغطِّي على غطيط «التمرجي»!)
(بعد لحظة.)
الغيار!
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا