هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
لماذا يظل العرب الأقل حرية بين مختلف دول العالم؟ ألا يستحقون ذلك، ويحرمون منه بسبب مجموعة من العوامل والمعوقات التي تجعلهم يقعون في ما يشبه ديمومة الاستبداد؟ ويمكننا أن نعتبر هذين السؤالين أحد المداخل الممكنة لقراءة ودراسة أوضاع الحرية في العالم العربي.
بدأ أحمد المديني هذا الكتاب بالسؤال: ما فائدة الكتابة؟ وظهر منه الجواب، وهو الموقف الذي اتخذه والتزم به طوال مسيرته الأدبية. الجواب يتلخص في الدور الذي يلعبه الكاتب في تغذية وعي الجماعة، من خلال تبني همومها والدفاع عنها وفق قناعات وقوالب معينة، وكلها تؤكد في النهاية وجود الفرد داخل الجماعة. بحيث تشهد نصوصه على عصرهم، وترسم خصائصه، وتتحدث بحقائقه وأخلاق أهله. وهذا ما يتجلى في محتوى هذا الكتاب الذي يتكون من مجموعة من المقالات التي كتبها المديني، والتي كتب بعضها بين عامي 2004 و2006 في جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية. وكان حينها يتنقل بين الرباط وباريس، وقد أثر ذلك على نظرته إلى محيطه، وإدراكه للأشياء، وإحساسه بالحياة بين عالمين مختلفين. هذا بالإضافة إلى مجموعة مقالات أخرى تنشر لأول مرة في هذا الكتاب.
وهذا ملخص كتاب جمر بارد.
أحمد المديني: كاتب وناقد مغربي. وله مساهمات أدبية عديدة ومتنوعة. وله حضور ملحوظ في الحياة الثقافية المغربية. حصل على الجائزة الكبرى للكتاب المغربي مرتين، بالإضافة إلى جوائز أخرى.
ولد سنة 1949م ببرشيد. بدأ مسيرته الأدبية الأكاديمية بحصوله على دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس عام 1987م، ثم حصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة السوربون بباريس عام 1990م، ومنذ ذلك الحين ثم عمل أستاذاً في مجال التعليم العالي.
كرّس حياته للتدريس والكتابة، وبدأ النشر عام 1967م في جريدة العلم، وكتب في عدة صحف ومجلات أخرى منها: “المحرر” و”النهار” و”السفير” في لبنان، والجمهورية العراقية، وانضم إلى اتحاد الكتاب المغاربة سنة 1972م. ويرى المدني أن الموهبة وحدها لا تكفي لخلق نصوص أدبية وإنسانية غنية ومتناغمة مع إيقاع العصر. ورغم اهتمامه بالتجديد والتحديث، إلا أن له رأيا حازما في أعمال «الروائيين الجدد» وما قد يميل بعض الكتاب الشباب إلى تجاهله.
هذا الكتاب … ولماذا؟
الجزء الأول: في انتظار الجولة القادمة
عن الحزانى، عن الفرحين، وعن أصحاب اليقين
لمجد الغد
لإعادة الاعتبار للعمل السياسي
مغاربة، لكن من أي طينة؟!
دعاة الزور و«لبن العصفور»!
الوطنية أولًا، والمواطنة دائمًا
التنمية كمَهمة نهضوية
يوم سِرنا خِفافًا … كالملائكة!
من وأد الماضي إلى سلب المستقبل
لا بحر في المغرب!
في انتظار الجولة القادمة
…
منذ وقت غير بعيد كان عموم الناس في مغربنا يعتبرون الخوض في شئون السياسة مَجلبة للنحس والتهلكة، وقرآننا الكريم يأمرنا بأن لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة، وهكذا تراهم يتجنبونها بالفعل ويشيحون عن أصحابها بالقول، حتى إن من بينهم من قذفهم ﺑ «مساخيط الوالدين». وفي رواية أخرى كان للسياسة في هذا البلد الأمين شان ومرشان، وذلك في وقت بعيد أيضًا، أيام كان رازحًا تحت الاستعمار الفرنسي، فسُمي رجالها فخارًا واعتبارًا بالوطنيين، وصارت كنايتها هي الوطنية؛ فكأن من لم يؤمن بها ويلتزم بخطها ليس مغربيًّا أي ليس وطنيًّا، هكذا لا تتحصل المغربية ببطاقة التعريف ولكن بالوطنية.
عانى الوطنيون بالطبع صنوفًا من القهر والعنت بين مطاردات وسجون وإقامة بالإجبار وفي المنافي، فضلًا عن العوز وضيق ذات اليد؛ فالقوم أيامها لا فكَّروا ولا حلموا بالمغانم، كنزهم وفداهم حب الوطن. وجاء الاستقلال فانزاحت على ما سمعنا وقليل مما رأينا سدف الظلام، خِلنا بعدها أن الأنوار ستعمُّ مختلف الأرجاء، والخير العميم سيطرق كل باب، حتى ظننا أننا سنعيش عيشة التنابل، ولم يكُ شيء من ذلك. قال لنا الغانمون الفالحون، وقد وضعوا اليد على الزرع والضرع ولم يُبقوا لابن امرأة من غير أرحامهم إلا ما يقيه مغبة الصرع، قالوا هذه سياستنا. وحين أوشكت المخمصة أن تودي بالفئة الناجية، نادى آخرون أعلون بالنفير أن «كلوه بقشوره». وعندئدٍ قرر المستضعفون في الأرض أن لا مناص من أن يشهروا على الملأ ضربًا آخر من السياسة، يسميه الماركسيون نقيض الأطروحة، وفي ديننا الحنيف هو القصاص الذي فيه حياةٌ لأولي الألباب.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا