هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
«الطُّمأنينة هي الإحساس الحقيقي الذي تتبلور فيه كلُّ المشاعر الإيجابية في نفس القِط؛ هي الغاية التي تحتوي تلك المشاعر. هو يتحرَّك داخل البيت ويُقعي، ويخلو إلى طعامه، ويبحث عن العلاقة الحميمة، ويلاعب الأشياء، أو يلاعب نفسه، وينام.»
رواية حدودها البيت؛ بيت عرَف القراءة والكتابة والإبداع لسنواتٍ طوال، هو بيت الأديب الكبير «محمد جبريل»، الذي أطال المرضُ مُكْثه فيه، ومن بعده جائحة كورونا التي حبَست الجميعَ في بيوتهم، لكن محبس أُسرة «جبريل» انضمَّت إليه أُسرة القِط «حميدو»؛ ثمانية كائنات لاهية خالية البال، ليس لها غايات كبرى في الحياة، ولا تخطِّط لأبعد من الحصول على احتياجاتها البيولوجية الأساسية، لكنها تُؤنس أصحابَها دونَ قصد أو جهد منها. شَهِد المؤلِّف ميلادَها، وراقَب أطوارها، وتأمَّل حركاتها وسكناتها وطِباعها، وكلما طالت معايَشته لها، تكشَّف له المزيد من أسرارها؛ فمنها ما يوافق ما قرأه في الكتب، ومنها ما لا تثبِته إلا التجرِبة. يَعِد «جبريل» قرَّاءه بقراءة ممتعة لهذه الرواية التي يوثِّق فيها تجرِبته مع هذه الحيوانات الأليفة المرقِّقة للقلب.
وهذا ملخص كتاب اسرة القط حميدو.
محمد جبريل: كاتب وروائي وصحفي مصري، ويعتبر من أبرز الروائيين المعاصرين. وأظهر في أعماله الأدبية كفاءة عالية في السرد والسرد القصصي، ولاقت أعماله استحسانا كبيرا لدى الكتاب والنقاد والقراء في مصر وخارجها.
ولد عام 1938م بمحافظة الإسكندرية. عمل في البداية بالصحافة، حيث بدأت مسيرته التحريرية في القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1960م، ثم انتقل إلى جريدة المساء، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة الإصلاح الاجتماعي. المجلة التي كانت تصدر شهريا. كما تم تعيينه خبيراً في المركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير عام 1974م، وعين رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” العمانية عام 1976م، بالإضافة إلى عمله عضوية اتحاد الكتاب المصريين، ورابطة الكتاب، ونادي القصة، ونقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.
وإلى جانب عمله الصحفي الذي تميز به، كان شغوفًا أيضًا بالعمل الأدبي. ألف عشرات المجموعات القصصية والروايات التي تميزت بطابعها التاريخي والسرد والتراثي، وترجم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والماليزية. شارك بفعالية في عدد من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية داخل مصر وخارجها.
أسرة القط حميدو
…
بعد أن تهيأتْ سحر عبد الله لمغادرتنا، بمصافحاتٍ ووعودٍ برسائل ومكالماتٍ هاتفية، اتجهت ناحية القطِّ الذي ثبتت عيناه ناحيتها بنظرة قلق: لا أوصيكم بحميدو!
سحر عبد الله هي الفنانة التشكيلية الشابَّة، استطاعت بموهبةٍ خلاقةٍ أن تصبح في مقدمة الصفوف بين كتاب ورسامي الأدب المكتوب للطفل، جاوزت إبداعاتها الوطن العربي، فأزمعت الهجرة إلى كندا، لا لتحقيق العالمية، فهي — حسب قولها — متاحةٌ للفنان في أيِّ موضع، إنما للتعرف إلى تجارب جديدة، وخبرات، ربما أتاحها لها وجود أبوَيها في مدينة تورنتو الكندية.
علا صوت زينب ينهى حميدو عن ممارسة هوايته بخربشة أثاث البيت. قالت الكاتبة ياسمين مجدي: رأيتُ هذا القطَّ من قبل … تعرفتُ إليه في حكايات سحر عبد الله.
بالنسبة لي، فقد استهواني الاسم، ذكرني بإسكندرية؛ حميدو فارس فتوَّة بحري، وأشهر فتوَّات المدينة، لعلَّه اسمٌ تونسيٌّ قدِمَت به رحلات المغاربة، عبر الشرق، إلى الأراضي الحجازية، في القرون الوسطى وما تلاها، فصار سكندريًّا.
من المهمِّ كذلك أن أشير إلى ما أحسستُ به، لمَّا فتحت سحر عبد الله باب القفص البلاستيكي، وخرج حميدو متباطئًا، متلفتًا، حلَّ في نفسي شعورٌ دافقٌ بالإشفاق والتعاطف، ربما للنظرة الثابتة، الساكنة، في عينيه السماويتين.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا