هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
«إذا أكل هذا العاشق المغرور ذهب عقله وانتفخت عيناه، وسكر وسكر وأبهر، وبلد وجهه، فلا يسمع ولا يبصر. فأخذ القطعة، فإذا هي مثل جمجمة الثور، فأخذ يحتضنها، وما زال يعضها طولا وعرضا، أعلى وأسفل، لا يفصل بين تمرة ولا يرمي نواة. ولا ينزع كوزاً، ولا ينزع قشراً، ولا يتفقده خوفاً من السوسة والدود».
يمتلئ الأدب العربي بأنواع مختلفة من الحكايات والحكايات التي تُروى ببلاغة وإيجاز، ولعل نوادر “أشعب بن جبير” من أكثرها ظرفًا وإضحاكًا. وكان مثلاً للجشع والشراهة والشراهة. وكان لا يخرج من جنازة ولا عرس إلا تطفل على أصحابه ليأكلوا في ولائمهم، وما رأى الناس يأكلون إلا نزل عليهم وأفسد شهيتهم. وكانت في بعض قصصه غرابة شديدة أثارت ذوق «توفيق الحكيم»، فحرص على جمع قصص «أصحاب» المنتشرة في كتب التراث العربي، ونسجها منها. تلك الرواية الرائعة التي نلتقي فيها بـ “أشعب” وخادمته “رشا” التي تتمنى أن يحبها يوماً ما، لكن حبه للطعام لم يترك مجالاً في قلبه لأحد! واستمعنا أيضًا إلى حواره الذكي مع جاره “الكندي” البخيل، مستخدمًا كافة أشكال الحيل حتى وافق “الكندي” على إطعامه طعامه، بالإضافة إلى حكاياته المضحكة مع صديقه “بنان”.
وهذا ملخص كتاب اشعب ملك الطفيليين.
توفيق الحكيم: أحد أهم وأشهر الأسماء في جيل رواد الأدب العربي الحديث. نال مكانة خاصة في قلوب قرائه، وتربع على عرش المسرح العربي، مؤسسا اتجاها جديدا هو المسرح العقلي.
ولد حسين توفيق إسماعيل الحكيم في 9 أكتوبر 1898م في مدينة الإسكندرية لأب مصري يعمل في القضاء وأم تركية أرستقراطية. وكان لطفولته في دمنهور الأثر العميق في تكوينه.
التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة محمد علي التوجيهي. أتاحت له إقامته في القاهرة التردد على فرقة “جورج أبيض” المسرحية. شارك في ثورة 1919، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1925. ثم سافر إلى باريس لإكمال دراساته العليا في الحقوق، لكنه حاد عن هذا الهدف. اتجه إلى الأدب المسرحي والقصص القصيرة، وتردد على المسارح الفرنسية والأوبرا ومتحف اللوفر وقاعات السينما. وهذا ما دفع والده لإحضاره إلى مصر مرة أخرى عام 1928م.
مقدمة
أشعب وجاريته رشا
أشعب والكِندي البخيل
أشعب وبنان
أشعب في مكة
أشعب في الحمام
أشعب والحلاق
على الخوان
حيلة شيطانية
في العرس
ضيف ثقيل
محتال ظريف
مع الخليفة
…
فتنهد أشعب هذه المرة تنهدًا طويلًا، وأرسل بصره إلى النافذة، ورأى ميل الشمس، فتململ والتفت يَمنة ويَسرة، ثم قال للحسناء صاحبة الدار: ما لي لا أسمع للطعام ذكرًا؟!
فتغير وجه الجميلة وقالت: سبحان الله! أما تستحي يا شيخ؟ أما في وجهي من الحسن ما يشغلك عن هذا؟!
فسكت أشعب كالخجِل. ثم جعل ينظر إلى وجهها وعينيها متمسكًا بأهداب الصبر والقناعة.
فقالت له: امض في غنائك، فإنك حسن الغناء. أسمعني صوتًا لم أسمعه من قبل. ما هو أحسن الغناء عندك؟
فأجاب أشعب بغير تردد: هو نَشيش المقلي!
فقالت له في شيء من الامتعاض والتأنيب: أهذا كلام يقال في مثل هذا الموقف الذي نحن فيه؟
– صدقتِ … لقد كان يجمل بي أن أتحدث عن الحب الذي في الحشا!
وأمسك بالعود مرة أخرى … فأسرعت الجارية تقول: نعم، صف لي ما في الحشا من الحب.
فنظر إليها العاشق مليًّا وقال: وماذا كنت أصنع إذن منذ الصباح؟
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا