هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
الوجيه: الواقع أن القلق وباء في كل الناس. إن فكرة إنشاء بنك القلق مذهلة، تهانينا!
في هذا العمل، افتتح توفيق الحكيم جنسًا جديدًا في الأدب العربي، وهو “المصراوية”. أي الجمع بين السرد الروائي والحوار المسرحي في عمل أدبي واحد. وتدور أحداث هذا العمل في إطار كوميدي، لكن خلفها انتقادات لاذعة للأوضاع الاقتصادية والسياسية، وتأثيرها على الأوضاع الاجتماعية والنفسية للمواطنين المصريين خلال فترة الستينيات. “أدهم” خرج للتو من سجون “عبد الناصر”، ويعاني من الإفلاس والخسارة والقلق النفسي. ثم يلتقي بـ”شعبان” زميله السابق في الجامعة والذي يعيش مثله في حالة من القلق. ويكتشفون أن القلق حالة عامة يعاني منها كل الشعب المصري. ومن ثم يفكرون في إنشاء بنك لعلاج حالات القلق، ويسمونه “بنك القلق”. ثم يلتقون بمنير بك عاطف الذي يرعى المشروع ويساعدهم على النجاح، لكن يتبين لهم أخيرًا أنه يتعاون مع الجهات الأمنية، وأنه يجندهم للتجسس على العملاء، فيتحول القلق إلى تهمة تؤدي إلى وفاة صاحبها.
وهذا ملخص كتاب بنك القلق.
توفيق الحكيم: أحد أهم وأشهر الأسماء في جيل رواد الأدب العربي الحديث. نال مكانة خاصة في قلوب قرائه، وتربع على عرش المسرح العربي، مؤسسا اتجاها جديدا هو المسرح العقلي.
ولد حسين توفيق إسماعيل الحكيم في 9 أكتوبر 1898م في مدينة الإسكندرية لأب مصري يعمل في القضاء وأم تركية أرستقراطية. وكان لطفولته في دمنهور الأثر العميق في تكوينه.
التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة محمد علي التوجيهي. أتاحت له إقامته في القاهرة التردد على فرقة “جورج أبيض” المسرحية. شارك في ثورة 1919، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1925. ثم سافر إلى باريس لإكمال دراساته العليا في الحقوق، لكنه حاد عن هذا الهدف. اتجه إلى الأدب المسرحي والقصص القصيرة، وتردد على المسارح الفرنسية والأوبرا ومتحف اللوفر وقاعات السينما. وهذا ما دفع والده لإحضاره إلى مصر مرة أخرى عام 1928م.
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
…سار الزميلان في الشوارع متلكئَين، أحيانًا يكلم أحدهما الآخر كلامًا مقتضبًا، وأحيانًا يكلم كل منهما نفسه، وأحيانًا يصمتان ويشردان. وفي كل الأحيان تحصي عين شعبان أكشاك السجاير، ويرقب بنفاد صبرٍ طلوع الفجر، حتى يستطيعا أن يدخلا ذلك الجحر، شقة أدهم، عدُوَّة الليل. ولم يكن هَرَبُ أدهم من شقته ليلًا يخلو من فائدة، ما من أحد استطاع أن يعرف حياة الشوارع ليلًا مثل أدهم، إنها معرفة ألفة وصداقة، لا معرفة ضرورة، إنه يمشي فيها إلى غير هدف، يتمهل في أحشائها بغير استعجال للنور، ويتباطأ في الخطى دون رغبة في وصول، وكلما وجد نفسه الصاحي الوحيد وسط الشوارع الساكنة خيل إليه أنها لا تعرف أحدًا غيره، وكل تلك البيوت النائمة والحوانيت الهامدة إنما هي أطفال تهجع في أحضانه الساهرة، وهذه التماثيل الواقفة تخطب في الظلام لجموعٍ وهمية، هو وحده الذي يستمع إليها، هو الوحيد الآن الذي يمكن أن تقوم بينه وبينها علاقة وحوار، وكلما مر ليلًا بتمثال طلعت حرب مؤسس بنك مصر قال له: «تكلم … تكلم … إني مصغ إليك، ولا فرق الآن بيني وبينك، فما في جيبي يساوي الآن بالتمام ما في جيبك.»
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا