هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“لولا هذا الضعف الإنساني، لما وجدت المشاعر الإنسانية الجميلة التي تنتج أحياناً أعمالاً إنسانية عظيمة. والضعف أيضاً مظهر من مظاهر الجمال في بعض الأحيان، ويجب ألا ننسى ذلك”.
«زهرة الحياة» هي الفترة التي قضاها توفيق الحكيم في باريس خلال فترة شبابه. وأثناء إقامته هناك كتب مجموعة رسائل إلى صديقه “أندريه”. وبعد مرور عدة سنوات، زار “الحكيم” صديقه “أندريه” وسقطت هذه الرسائل بين يديه. كان يحملهم بلطف وحذر وحنان، كما لو كان يحمل الرماد الذي خلفه من زهرة حياته الذابلة. بدأ يستمتع بتلك الرسائل وترجمها إلى العربية لتكون شاهدة على تلك الفترة الخصبة من حياته، وتعبر عنها بعفوية. كان مثالياً لذلك الشاب؛ ويكشف عن روحه الهائمة في الأفق الإنساني، ووعيه المبكر بالفن وانبهاره بالمسرح، وحديثه عن الأدب والشعر والثقافة والفكر، بالإضافة إلى سرد العديد من المواقف الشخصية وسلوكه تجاهها. ولعل أهم ما يميز هذه الرسائل هو الصدق التام. لم يكتب للنشر، بل هو كلام روح أسرّ به صديق لصديقه.
وهذا ملخص كتاب زهرة العمر.
توفيق الحكيم: أحد أهم وأشهر الأسماء في جيل رواد الأدب العربي الحديث. نال مكانة خاصة في قلوب قرائه، وتربع على عرش المسرح العربي، مؤسسا اتجاها جديدا هو المسرح العقلي.
ولد حسين توفيق إسماعيل الحكيم في 9 أكتوبر 1898م في مدينة الإسكندرية لأب مصري يعمل في القضاء وأم تركية أرستقراطية. وكان لطفولته في دمنهور الأثر العميق في تكوينه.
التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة محمد علي التوجيهي. أتاحت له إقامته في القاهرة التردد على فرقة “جورج أبيض” المسرحية. شارك في ثورة 1919، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1925. ثم سافر إلى باريس لإكمال دراساته العليا في الحقوق، لكنه حاد عن هذا الهدف. اتجه إلى الأدب المسرحي والقصص القصيرة، وتردد على المسارح الفرنسية والأوبرا ومتحف اللوفر وقاعات السينما. وهذا ما دفع والده لإحضاره إلى مصر مرة أخرى عام 1928م.
مقدمة
زهرة العُمر
…ها أنت ذا اليوم تراني أكتب إليك عن القوة والشخص القوي، وأنا بهذا أحاول أن أوهم نفسي أني قوي … إني أشعر براحة وعزاء؛ إذ أتحدث في وحدتي عن القوة … ويُخيَّل إليَّ لحظة أني ذلك الشخص الذي عناه «إبسن» بقوله: «الرجل القوي هو الرجل الوحيد»! كفى كلامًا عن نفسي … إنها لا تستحق أن نتحدث عنها أكثر من ذلك … أحدِّثك الآن عن أحوالك أنت، وعن خطابك الذي صببت عليَّ فيه كل لعناتك … قبل ذلك أقول لك: إني مغتبط لرضاك عن عملك الجديد بمصنع «ليل»، أمَّا اكفهرار الجو المستمر في هذه المدينة الشمالية فهو خير على كل حالٍ من اكفهرار وجه الحياة … أخبرك أن آخر مرة رأيت فيها «جرمين» كان مساء الأربعاء الماضي حيث تناولنا معًا العشاء بصحبة «جانو» الصغير
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا