هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“وعندما حل الظلام تماماً، استولى اليأس والرعب على كاشتانكا، فتراجعت إلى مدخل أحد المنازل وبدأت في البكاء بمرارة”.
ومن يظن أن الحنين والشوق والغربة مشاعر تقتصر على الإنسان فهو واهم. هناك وفرة من المشاعر في هذه الرواية القصيرة تجعلك تقف أمامها بكل خشوع. تضيع الكلبة “كاشتانكا” من صاحبها صانع الأثاث، وتقع في يد مدرب الحيوانات. ينضم إليها مع قطة وأوزة يدربهما. وعندما يحين وقت العرض، تسمع صوت ابن صانع الأثاث. تقفز من فوق وتجري نحو الصوت لتجده واقفاً مع والده، فتسرع نحوه وتعوي من الفرح.
وهذا ملخص كتاب كاشتانكا.
أنطون تشيخوف: طبيبٌ وأحدُ أبرز كُتَّاب الأدب الروسي. صُنِّف ضِمن أفضل الكُتَّاب في زمنه، وخاصةً في كتابة القصة القصيرة والمسرحيات، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
وُلد «أنطون بافلوفيتش تشيخوف» عام ١٨٦٠م، وكان ابنًا لتاجر بسيط. عاش حياةً صعبة مع عائلته في أولى سنوات حياته؛ حيث عانوا كثيرًا من ضِيق معيشتهم. أنهى دراسته الثانوية في عام ١٨٧٩م، ثم سافر إلى موسكو ليلتحق بكلية الطب بجامعتها التي تخرَّج فيها عام ١٨٨٤م، وامتهنَ الطبَّ فورَ تخرُّجه ولكن لمدةٍ قصيرة. ظل مقيمًا في موسكو حتى عام ١٨٩٨م، ثم انتقل للعيش بشبه جزيرة القرم بعد تدهوُر حالته الصحية.
بدأت موهبته الأدبية تتبلور منذ بداية دراسته بكلية الطب؛ حيث بدأ كتابة القصص القصيرة والمشاهد المُضحِكة ونشرها في عددٍ من الصحف والمجلات التي كنت تَصدر أسبوعيًّا، ولكنها كانت تُنشَر بأسماءٍ مستعارة أشهرها «أنطوشا تشيخونتي». في تلك الأثناء، كانت روسيا تعاني من تدهور أحوالها وكثرة أزماتها
كاشتانكا
…وعندما سمعت الكلبة — الخليط من فصيلة الهجين والدشهند — اسمها، خرجت من تحت نضد النجارة حيث كانت ترقد على نشارة الخشب، وتمطَّت بتلذُّذ وركضت خلف سيدها. كان زبائن لوقا ألكسندريتش يعيشون بعيدًا جدًّا، حتى إنه كان على صانع الأثاث قبل أن يصل إليهم أن يعرج عدة مرات على الحانة ليتناول ما يُنعش به نفسه. وكانت كاشتانكا تذكر أن سلوكها في أثناء الطريق كان غير لائق قط؛ فقد راحت تقفز؛ إذ سرَّها أن سيدها أخذها للتريُّض، وتنقَض على عربات ترام الخيول بالنباح، وتعرج على الأفنية وتطارد الكلاب، وكانت بين الحين والحين تغيب عن أنظار صانع الأثاث فيتوقف ويصرخ فيها بغضب، بل إنه ذات مرة ضم أذنها الثعلبية في قبضته بينما ارتسم على وجهه تعبير نهم، وهزَّها وقال وهو يشدِّد على مقاطع الكلمات: إن … شا … الله … تأ … خذك بلوی … یا … ملعو … نة!
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا