هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
يعتبر علم أصول الفقه الذى يعرف منه تقرير مطالب الاحكام الشرعية وطرق استنباطها – من العلوم الاسلامية العريقة ، المنمة بموضوعاتها ومنهجها ، عن خصائص اساسية في الفكر العلمي عند المسلمين ، والمعبرة – بصفتها هذه – عن عمق استشفاف هذا الفكر ، للمسائل – وشمولية استيعابه لها ، وقدرته العبقرية على الغوص والاستنباط والتنظير والتقرير ، والتبحر في ذلك ، وارتياد ارحب الافاق في مضماره .. وقد تالق فكر المسلمين في فروع شتى من المعرفة كالرياضيات والطب وسواهما ، واجتهدوا في بحوثهم حولها اجتهادات رائدة أدت بهم الى الاسهام في تطوير محتواها والتمهيد – من ثم – لما اصابته مثل هذه الفروع العلمية في العصور الحديثة من باهر التقدم على الصعيد النظرى والعملي سواء ، أما فيما يخص العلوم الاسلامية الصرفة – فانها تعد بطبيعة الحال – ثمرة كاملة للاجتهاد الفكرى عند المسلمين ، تختلف في هذا عن غيرها من المعلوم التي اسهموا فيها مع غيرهم من الامم ، وتنفرد – بالتالي – بما تنطوى عليه من الدلالة على طبيعة تفكيرهم العلمي في اطاره الخاص ، واتجاهتهم الرائدة في بناء النموذج الثقافي المتسمة به حضارتهم المتميزة . ويستمد علم أصول الفقه – كما قال الشوكاني من ثلاثة أشياء : الاول علم الكلام لتوقف الادلة الشرعية على معرفة البارى سبحانه وتعالى وصدق المبلغ ، وهما مبينان فيه مقررة ادلتها في مباحثه . الثاني : العربية لان فهم الكتاب والسنة والاستدلال بهما متوقفان عليها از هما عربيان . الثالث : الاحكام الشرعية من حيث تصورها لان المقصود اثباتها أو نفيها . وباعتبار سعة الفنون العلمية التي يتطلب الحال – هكذا – الالمام بها والتبحر فيها لامكانية خوض لوجج هذا العلم، والغوص على الآلية، فانه لم يتصد له في القديم والحديث الا فطاحل العلماء كفقيه السنة الاكبر محمد بن ادريس الشافعي ومن على شاكلته من الجهابدة الافذاذ .
ولادته ولد سيدى عبد الله بن ابراهيم العلوى الشنقيطي بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجرى بقصر تجكجكة وهي القاعدة العامة آنذاك لامارة تكانت في شنقيط . نسبه واسرته : يرقى نسب المؤلف الى سلالة مولاى سليمان بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد نزح أجداده الى الصحراء، وعرفوا هناك بقبيلة ، اداء علي طلبه للعلم : درس المؤلف بادي ذي بدء على يد والده الذى كان من رجالات العلم والتصوف في عصره، ثم تلقى فيما بعد علومه عن عدد من كبار علماء الصحراء كالشيخ سيدى المختار الكنتي والشيخ سيدى عبد الله الفاضل اليعقوبي والحاج احمد خليفة العلوى ، ولما حل بفاس قضى بها نحو عشر سنوات حيث أخذ عن بعض فطاحل علمائها كالشيخ بناني والشيخ التاودى بنسودة رحمهما الله . وقد قال المؤلف حظوة لدى السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذي استقدمه من الصحراء ، وذلك لاهتمامه طيب الله ثراه – بالعلم والعلماء فكان في ذلك كما قال عنه صاحب. الوسيط ، وصاحب الاستقصاء ، ( شديد الاهتمام باقصى المسلمين من أهل مملكته حتى أنه يعلم أهل الخير من كبار أهلها وأهل الشر ) وقد أنعم مولاى محمد بن عبد الله على هذا العالم الصحراوي ، فاونده ضمن البعثة التي عينها براسة ابن عمه مولاي اليزيد للتوجه الى الحجاز ، حيث أتيحت للمؤلف هناك اتصالات مفيدة مع كبار الشيوخ والعلماء -مكانته العلمية : نعم المؤلف بتقدير فائق من أفاضل العلماء حتى أنهم كانوا يعتبرونه اعلم رجل عرفته الصحراء المغربية، ومما ذكر في حقه ، وصف بعضهم له بأنه « فرید دهره وعالم عصره، أو كما نعته آخر بكونه ، مجدد العلم بقطر شنقيط ، تلاميذه: تتلمذ على المؤلف جم غفير من علماء الصحراء وطلابها ، وتخرج على يده علماء أجلاء لا من شنقيط وكفى ولكن أيضا من السنغال وما جاورها من بلاد السودان وافريقيا وفاته : توفي المترجم له برباطه العلمي القريب من تجكجة ، عن عمر يناهز الثمانين وذلك في حدود 1233 هـ
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا