هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
الحمد لله رب العالمين : … وبعد : فهذا شرح لكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، لمحيي الدين أبي زكريا يحيى ابن شرف النووي ( ٦٣١ هـ – ٦٧٦ هـ ) . والنووي إمام من أئمة العلم والهدى عند المسلمين ، وقد وصفه واصفوه بأنه « شيخ الإسلام ، وأستاذ المتأخرين ، وحجة | الله على اللاحقين ، والداعي إلى سبيل السالفين ) . . وقد كان شديد الاجتهاد في طلب العلم ، يسهر به لیله ، ويشغل به نهاره ، ويقدمه على كل مطلوب ، إلا أن يكون طاعة الله تعالى . ومما يدل على ذلك : أنه كان يقرأ في كل يوم اثني عشر درسا في علوم مختلفة ، منها درسان في الوسيط للغزالي ، ودرس في المهذب ، ودرس في الجمع بين الصحيحين ، ودرس في صحيح مسلم ، ودرس في اللمع لابن جني ، ودرس في إصلاح المنطق لابن السكيت ، ودرس في التصريف ، ودرس في أصول الفقه ، ودرس في أسماء الرجال ، ودرس في أصول الدين ، وكان يعلق على جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة ، وضبط لغة . وبارك الله له في وقته حتى اتسع لهذه الدروس والعلوم جميعا . . ولم يقتصر همه على طلب العلم بل إنه كان مع هذا التبحُرِ في العلم ، وسعة المعرفة بالحديث والفقه واللغة ، وغير ذلك من العلوم ( رأسًا في الزهد ، وقدوة في الورع ، عديم المثل في الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، قانعا باليسير ، راضيا عن الله تعالى ، والله راض . عنه : مقتصدا – إلى الغاية – في ملبسه ومطعمه وأثاثه . تعلوه سكينة وهيبة ) . . وهكذا جمع بين العلم والعمل ، والعبادة والمجاهدة ، ورزقه الله الإخلاص والتقوى ، فأثمر له ذلك فقها وفهما ونورا ، وكتب الله له محبة وقبولاً ، فأحبه الخلق ، ووثقوا بعلمه ودينه ، وأقبلوا على كتبه التي صنفها وألفها : قراءة ودرسًا ، وتلخيصا وشرحًا ، وكان من فضل الله عليه أن كثيرًا منها قد سارت به الركبان ، واتَّخذ أصلا في بابه ومقدما في ميدانه ، ومن ذلك ، كتابه : « المجموع » في فقه الشافعية ، والمنهاج ) في شرح صحيح مسلم ، ( والأذكار ( في أعمال اليوم والليلة ، وسائر أنواع العبادات ، والتقريب » في الحديث ، ( والتبيان في آداب حملة القرآن » ، « ، « والأربعون حديثا النووية ) إلى آخر ما فتح الله به عليه . ومن عجيب أمره أن يتسع عمره لكل هذا العلم ولم يعش إلا خَمْسًا وأربعين سنة وبضعة أشهر و ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة : ٤] . . وكان من هذه الكتب العظيمة التي كثر انتفاع الناس بها ، ورجوعهم إليها ، كتابه : « رياض الصالحين ) .ص كتاب شرح رياض الصالحين.
أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي (631هـ-1233م / 676هـ-1277م) المشهور باسم “النووي” هو مُحدّث وفقيه ولغوي مسلم، اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة في الفقه والحديث واللغة والتراجم، كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين.
ابن عثيمين
المولود في رمضان ( ١٣٤٧ هـ ) . بمدينة و عنيزة ) إحدى مدن القصيم بالمملكة العربية السعودية . نشأ الله محبا للعلم ، وتلقاه على يد نخبة من كبار العلماء الذين حفظ على أيديهم القرآن الكريم في مراحل نشأته الأولى ثم واصل دراسته حتى تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود . عمل الله في مجال التدريس والخطابة في العديد من المدارس والمعاهد ، كما . عمل أستاذا في كلية الشريعة وأصول الدين في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود بالقصيم منذ عام ( ١٣٩٨ – كما قام بالتدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل
۱۳۹۹ هـ ) حتى توفي الله .
الصيفية كما كان له الله الكثير من المشاركات في المؤتمرات والندوات العلمية والدينية ، كما كان عضوا
العديد المجالس العلمية ، وكذلك هيئة كبار العلماء . في من وحصل الشيخ والله على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة ( ١٤١٤ هـ ) . وقد ترك الشيخ ابن عثيمين الله لنا ثروة لا تقدر بثمن من الأعمال ؛ حيث خلف الله أكثر من ( ٩٠ ) كتابا ما بين رسالة ومجلدات ، هذا إضافة إلى اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي الذي كان يعقده في منزله ، واللقاء الشهري الذي كان يعقده في مسجده ، واللقاءات الموسمية التي كان يجدولها خارج مدينته ، والتي تمخض عنها هذا السفر الطيب الذي بين أيدينا ، والذي ألقاه فضيلته كمحاضرات متتابعة شرح فيها الكتاب شرحا وافيا مستفيضا يفهمه القاصي والداني ، والعالم والذي يريد العلم ، والمثقف والعادي ، وقد جاء هذا العمل ليكون مسك الختام للشيخ لله الذي لقي ربه في شوال سنة ( ١٤٢١ هـ ) في مدينة جدة وصُلِّي عليه في المسجد الحرام. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام خير الجزاء
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا