هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
قسم النزالى ( إحياء علوم الدين » أربعة أقسام ، أو أربعة أرباع كما سماها : (1) ربع العبادات : ذكر بادات : ذكر فيه العلم ، وقواعد القائد ، وأسرار الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج، وآداب تلاوة القرآن ، والأذكار والدعوات، والأوراد وأوقاتها . وقد ذكر في هذا القسم من خفايا آدابها ودقائق جنها وأسرار معانيها ما يضطر العالم العامل إليه، بل لا يكون من علماء الآخرة من لا يطلع عليه ، . (۲) ربع العادات : يشتمل على آداب الأكل ، وآداب النكاح ، وأحكام الكتب ، والحلال والحرام ، و آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق ، والعزلة ، وآداب السفر ، والسماع والوجد ، والأمر بالمعروف والنهي من السكر ، وآداب المعيشة ، وأخلاق النبوة . وفيه ذكر أسرار المعاملات الجارية بين الخلق وأغوارها ودقائق سنها ، وخفايا الورع في مجاريها . (۳) ربع الملكات : وقد شرح فيه عجائب القلب ، ورياضة النفس ، وآفات شهوتي البطن والفرج، وآفات المان ، وآفات الغضب والحقد والحسد ، وذم الدنيا ، وذم المال والبخل ، وذم الجاه والرياء ، وذم الكبر والعجب، وذم الغرور . وقد درس في هذا القسم كل خلق مذموم ورد القرآن بإماطته، وتزكية النفس عنه ، وتطهير القلب منه، وذكر من كل واحد من تلك الأخلاق حده وحقيقته، ثم ذكر سببه الذي يتولد منه ، والآفات التي تتربت عليه، والعلامات التي يعرف بها ، وطرق المعالجة التخلص منه . (٤) ربع المنجيات : وقد ذكر فيه كل خلق محمود وخصلة مرغوب فيها من خصال المقربين والصديقين التي بها يقرب العبد من رب العالمين ، وقد ذكر في كل خصلة حدها وحقيقتها وسببها وتمرتها وعلامتها وفضيلتها . وتلك المنجيات هي : التوبة ، والصبر، والشكر، والخوف والرجاء ، والفقر والزهد ، والتوحيد والتوكل، والمحبة والشوق والأنس والرضا ، والنية والصدق والإخلاص، والمراقبة والمحاسبة ، والتفكر ، وذكر الموت . وقد قدم الكتاب بالكلام في فضل العلم والتعليم ، ليكشف عن العلم الذى بعبد الله تعالى به، حتى تصح السيادة ؛ إذ كان من العلم ماهو نافع وما هو ضار، محمود، وما هو مذموم ؛ وفى فنون العلم التي شغل بها معاصروه، وحكم كل علم منها .
وصدرت الجملة بكتاب العلم ؛ لأنَّه غاية المهم ، لأكشف أولاً عَنِ العلم الذي تعبد الله عزَّ وجلَّ الأعيان بطلبه على لسانِ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؛ إذ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم (۱) ، وأميز فيه العلم النافعَ مِنَ الضارّ ؛ إذْ قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : نعوذُ باللهِ مِنْ عِلْمٍ لا ينفعُ (۲) ، وأحقق ميلَ أهْلِ العصرِ عَنْ شاكلة الصواب، وانخداعهم بلامع الـ واقتناعَهُمْ مِنَ العلومِ بالقِشْرِ عَنِ اللبابِ
الإمام الغزالي وقد أنجب القرن الخامس الهجرى علماً من أعلام الفكر الإسلامي ، هو حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد ابن محمد الغزالي، ويجمل بنا أن نشير إلى شيء من تاريخ هذا الإمام، لنقف من هذا التاريخ على العوامل التي تظاهرت على تكوين هذه العقلية القريدة ، وألوان الثقافة التي احتشدت في ذهنه ، وجمته أهلا لأن يحتل تلك المنزلة الجليلة بين زهاد المسلمين ومتصوفيهم وأنباء مفكريهم . وفي مدينة طوس ) وفي منتصف القرن الخامس الهجرى ( ٥٤٥٠ ) ولد أبو حامد من أب عن القلب واليد، ينزل الصوف ويبيعه، ويختلف في أوقات فراغه إلى العلماء في حلقاتهم . والفقهاء في دروسهم، والوعاظ في مجالسهم ، يستمع إليهم ، ويتطلع إلى صنيعهم في التعليم والإفادة ، ويلاطفهم بما يعضل من قوته وحاجته . وكان تأثره بتلك المجالس وما يدور فيها من فنون العلم والوعظ عظيما ، جمله يضرع إلى الله أن يهب له ولداً من صلبه يجلس مجالس أولئك الفقهاء والوعاظ الذين يعلمون الناس أمور دينهم ، ويبصرونهم بخير الحياة الدنيا والآخرة . واستجاب الله لدعائه فرزقه ولدين : أحدهما أبو حامد الذى تتحدث عنه ، والآخر أخوه أحمد الذى اشتغل بالوعظ و برع فيه إلى درجة كبيرة (1) . ولما حضرت الوفاة ذلك الأب الصالح وصى بأبى جامد وأخيه صديقا له من أهل التصوف . وقال له : إنه لى لتأسفا عظيما على ما فاتني من التعلم ، وأشتهي استدراك ما فاتني في وادى هذين ، فلهما ، ولا عليك أن ينقد
في سبيل ذلك جميع ما أخلفه لهما ! وأنقذ الصوفي وصيته ، وأقبل على تعليمها، حتى فى المال القليل الذى خلقه أبوها ، وتعذر عليه المغني في تعليمها أو تقديم الطعام الذى يقتاتان به. ولم يجد من السبل ما يحفظ به عليها حياتهما إلا أن يلحقها بمدرسة من تلك المدارس التي تقدم لطلاب العلم فيها الغذاء والكساء . وقد أحسن الرجل بذلك صنعاً إلى هذين اليتيمين الذين لا مائل لها ولا مال يبينهما على الحياة ، ولذلك كان الغزالي يقول وهو يذكر هذا الصنيع: « طلبنا العلم الخبير الله فأبى أن يكون إلا لله » . ومعنى ذلك أنهما طلباء ليكون وسيلة للعيش ، يُجرى عليهما بسببه ما يُجرى على طلبة العلم ، فكان أن أوصلها إلى الغاية الحقيقية من طلب العلم ، وهي معرفة الله تعالى حق المعرفة !
هذا أبو حامد يقرأ في صباه طرقا من الفقه ببلده ( طوس ) ثم يسافر إلى ( جرجان )) ويأخذ عن أبي نصر الإسماعيلي ، ثم يرجع إلى طوس ، فيقيم بها إلى ماشاء الله حتى يرتحل إلى ( نيسابور ) ) فيلازم إمام الحرمين أبا المعالي الجويني ، ويجد في طلب الفقه ، فيبرع فيه وفي الجدل والمنطق والفلسفة و يفقه كلام أهل تلك العلوم ، ويتصدى الرد عليهم ، و إبطال دعاواهم ، ثم يقصد ( العسكر ) بعد وفاة إمام الحرمين ، ويلقى فيها الوزير نظام الملك ، ويناظر في مجله الأئمة والعلماء ، ويقهر مناظريه ، حتى يعترف الجميع له بالفضل ، ويأمره نظام الملك بالتوجه إلى ( بغداد ) والتدريس في المدرسة النظامية ، فيقدمها سنة ٤٨٤ ه وفى تلك المدرسة يعظم مجده، ويتألق نجمه ، ويذيع صيته
وقد ارتبك الناس في الاستنباطات ، وظن من بعد عن العراق أن ذلك كان لاستشعار من جهة الولاة ، وإما من قرب من الولاة ، وكان يشاهد الحاحهم في التعلق به والانكباب عليه وإعراضه عنهم ، وعن الالتفات
إلى قولم ، فيقولون : هذا أمر سماوي” ، وليس له سبب ، إلا عين أصابت الإسلام وزمرة أهل العلم ! وفارق بنداد ، بعد أن فرق ما كان معه من المال ، ولم يدخر إلا قدر الكفاف وقوت الأطفال ، ترخصاً بأن مال العراق مرصد للمصالح لكونه وقفاً على المسلمين ، فلم ير في العالم مالاً يأخذه العالم لسيالله أصلح منه . ودخل الشام ، وأقام به ما يقرب من سنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة والرياضة والمجاهدة ، اشتغالا بتزكية النفس ، وتهذيب الأخلاق ، وتصفية القلب لذكر الله تعالى ، فكان يمتكف في مسجد دمشق ، يصعد منارته طول النهار
ويغلق بابها على نفسه ، حتى رحل إلى بيت المقدس ، يدخل كل يوم الصخرة ، ويغلق بابها على نفسه . ثم تحركت فيه داعية الحج والاستمداد من بركات مكة والمدينة ، وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله عليه ، فسار إلى الحجاز ؛ حتى جذبته الهم ودعوات الأطفال إلى الوطن فعاوده
بعد أن كان أبعد الخلق عن نية الرجوع إليه . وفى تلك الرحلات صدقت نفسه عن الدنيا ، ولبس الخشن من الثياب ، وقلل طعامه وشرابه ، وصار يطوف المشاهد ويزور المقابر والمساجد للعظة والاعتبار ، ويروض نفسه ويجاهدها جهاد الأبرار، ويكلفها مشاق العبادات ، ويبلوها بأنواع القُرب والطاعات ، وفى هذه الأثناء ألف هذا الكتاب ( إحياء علوم الدين ) حتى رجع إلى بغداد فحدث به.
ماد الغزالي بعد ذلك إلى خراسان ، وانقطع للعبادة ، وآثر المزله حرصاً على الخلوة وتصفية القلب للذكر، حتى طلب إليه فجر الملك بن نظام الملك أن يقوم بالتدريس بالمدرسة النظامية في نيسابور ، ولكن الغزالي تأتي وقال : أريد العبادة ! فقال له : لا يحل لك أن تمنع المسلمين الفائدة منك ! فدرس مدة بسيرة . يقول النزالي في ذلك : ترخصت بيني و بين الله تعالى بالاستمرار على العزلة ، تعللا بالعجز عن إظهار الحق
تجرد الباعث
– مرافقة البواعث
– المشاركة
المعاونة
بیان سر قوله صلى الله عليه وسلم : نية المؤمن خير من عمله
سببب كون النية خيراً من العمل
الخ……………………………………………….ز
الخ…………………………………………….
يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا