هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
كان هناك صمت طويل هذه المرة ، طالما لم يقطعه أي محادثة بعد ذلك ، فقد كلاهما تمامًا في أفكارهما ؛ في ذلك العصر الذي مضى وكيف مر ، في تلك السنوات الضبابية والغائمة التي لم يدرك فيها ما كان يفعله بالضبط ؛ تبدو السنوات منسية ، وغير ملحوظة ، كما لو أن ثقبًا أسود ابتلعها “.
هل أحدثت تلك السنوات فرقًا في حياتي؟ ظل هذا السؤال يطارد “ياسين عمران” أثناء سفره بالقطار من القاهرة إلى مسقط رأسه الإسكندرية. يلتقي “ياسين” بصديقه في القطار بعد غياب سنوات ، نظر كل منهما إلى الآخر لفترة طويلة ، لم يكن الأمر حقيقيًا ، ولم يصدقوا التشابه الكبير بينهما ، حتى بدوا وكأنهم شخص واحد وليسوا. ثانيًا ، تحدثوا وتذكروا ماضيهم وأحلامهم القديمة ، تذكروا الأربعين عامًا كيف مرت وكيف تركت آثارها الواضحة على ملامحهم ، كيف قادهم القدر إلى حياة أخرى غير الحياة التي أرادوا أن يعيشوها ، كل منهم سار في طريق مختلف ، لكن أيهما أفضل؟ هذا ما سيقوله لنا حسين مهران في هذه الرواية.
وهذا ملخص كتاب سنوات الثقب الاسود.
حسين مهران: روائي ومعماري مصري. ولد في الإسكندرية عام 1975 م ، وتخرج في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1998 م بدرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية. عمل في مصر ثم انتقل إلى دبي منذ عام 2013. وهو متخصص في الاستدامة وإدارة المشاريع ، ويهتم بالقراءة النقدية لتاريخ الشعوب وتراثها الثقافي ، ومقارنة خصائص الجماعات البشرية المختلفة. بدأ الكتابة على مدونته الشخصية ، ومن بين أعماله الأدبية: “بوصلة تتحدث” و “سنوات الثقب الأسود”. يعمل على روايته الثالثة “شارع حزين” ومجموعة قصصية بعنوان “مقهى الغائب”.
إهداء
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
…
كانا الآن جالسين على أرضية العربة متقابلين، مجاورين للباب ومستندين بكتفيهما إليه، كانا منفصلين تمامًا عن العالم الصاخب حولهما، لا يسمعان ضجيج العجلات ولا يشمان رائحة دخان التبغ، ولم يكن يلحظهما أحد كذلك. ظل الكثيرون من المدخنين يجيئون، يختطفون دقائق عابرةً مع سجائرهم في صمت، ينفثون دخانها في الهواء ويحملقون بلا اكتراث في التكوينات التي يصنعها الدخان في الهواء ثم يغادرون عائدين إلى الداخل دون أن ينتبه أي منهم إلى الشخصين — أو إلى النسختين من نفس الشخص — الجالسين على الأرض بجانب باب العربة يحدقان في بعضهما البعض أكثر مما يتبادلان الكلمات. لم يلحظ أيٌّ من أولئك العابرين الشبه بينهما؛ ربما لاختلاف هيئتهما، أو ربما لأنه ببساطة لم يكن أي من المدخنين العابرين ليشغل نفسه بمقارنة وجوه مسافرين لا يعرفهم في مساحة تدخين ضيقة بين عربات قطار سريع.
كان حديثهما قد تحوَّل إلى ما يشبه الدردشة بين صديقين قديمين التقيا بالمصادفة، كان كل منهما يبحث عند الآخر عن إجابات لأسئلة تخصه هو. قال الأول وهو لم يزل محدقًا في وجه الثاني في محاولة دءُوبة لاستكشاف شيء ما: ألا زلت تسمع المديح؟
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا