يعتبر كتاب البيان والتفسير من أعظم كتب الأدب العربي ، حيث يجمع “الجاحظ” بين معرفة اللغة العربية والمهنية القصوى من الناحية الأدبية. في ثلاثة أجزاء ، يعرض الجاحظ أحد أكبر أعماله ، ويختلف عنهم جميعًا في منهجه للأدب بطريقة فلسفية وتحليلية ، مما جعله موسوعة شاملة قد تكون الأولى في علم اللغة وفلسفة خطاب. يروي بلغته البليغة المتميزة بدايات علم الكلام ، ووقوعه في الأديان والأنبياء ، ثم عجائب البلاغة عند العرب. لإخبار تاريخهم وشرح إبداعاتهم. كل هذا جعل هذا الكتاب من أمهات الكتب العربية اللغوية والأدبية التي لا ينبغي أن تخلو منها مكتبة التراث العربي.
وهذا ملخص كتاب البيان والتبيين.
الجاحظ : كاتب عربي ، أحد أئمة الأدب في العصر العباسي. له مؤثرات عظيمة من أهم مقومات الثقافة العربية ، والمكتبات العربية تفتخر بها حتى يومنا هذا.
أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة ، الليثي الكناني البصري ، الملقب بالجاحظ ، ولد في البصرة إبان خلافة المهدي عام 159 هـ الموافق 776 م – على الأرجح – وكان هناك اختلاف في الرأي بخصوص أصله. وقيل إنه عربي من قبيلة الكنانة ، وقيل: أصلها زنجي ، وجده مولى لرجل من بني كنانة. كان هناك جحوظ واضح في بؤبؤ عينه ، فلقب بالحداقي ، لكن الملقب الذي اشتهر به كان “الجاحظ”. طلب العلم في سن مبكرة ، فقرأ القرآن وأصول اللغة على شيوخ بلده ، لكن اليتم والفقر حالا دون تكريس نفسه لطلب العلم ، فبدأ في بيع السمك والخبز أثناء نهاراً ، وتردد على دكاكين الجرائد ليلاً ، يقرأ منها ما يستطيع. أخذ اللغة العربية وآدابها على يد “أبو عبيدة” مؤلف كتاب “ندايد جرير والفرازق” ، و “الأصمعي” صاحب الأسماء ، و “أبي زيد الأنصاري” ، ودرس النحو على يد “الأخفش” ، وتعلم أصول الدين على يد “إبراهيم بن سيار البصري”. .
الجزء الأول
الجاحظ
باب البيان
باب الصمت
الجزء الثاني
استدراك وتكميل
باب اللحن
الجزء الثالث
هذا كتاب العصا
كتاب الزهد
خاتمة للشارح
…قال بعض جهابذة الألفاظ ونُقاد المعاني: المعاني القائمة في صدور العِباد المُتصوَّرة في أذهانهم، والمُتخلِّجة في نفوسهم، والمُتصلة بخواطرهم، والحادثة عن فكرهم، مستورةٌ خفيَّة، وبعيدةٌ وحشية، ومحجوبةٌ مكنونة، وموجودة في معنى معدومة، لا يعرف الإنسان ضمير صاحبه، ولا حاجة أخيه وخليطه، ولا معنى شريكه والمُعاون له على أموره، وعلى ما لا يبلغه من حاجات نفسه إلا بغيره. وإنما تحيا تلك المعاني في ذكرهم لها، وإخبارهم عنها، واستعمالهم إياها. وهذه الخصال هي التي تقرِّبها من الفهم، وتجلبها للعقل، وتجعل الخفيَّ منها ظاهرًا، والغائب شاهدًا، والبعيد قريبًا. وهي التي تخلِّص١ المُلتبِس، وتحلُّ المُنعقِد، وتجعل المُهمَل مقيَّدًا، والمقيَّد مُطلَقًا، والمجهول معروفًا، والوحشيَّ مألوفًا، والغُفْل موسومًا، والموسوم معلومًا، وعلى قدر وضوح الدلالة، وصواب الإشارة، وحسن الاختصار، ودقَّة المدخل، يكون إظهار المعنى. وكلما كانت الدلالة أوضح وأفصح، وكانت الإشارة أبيَن وأنوَر، كان أنفع وأنجع. والدلالة الظاهرة على المعنى الخفي هو البيان الذي سمعت الله تبارك وتعالى يمدحه ويدعو إليه ويحثُّ عليه، وبذلك نطق القرآن، وبذلك تفاخَرت العرب، وتفاضَلت أصناف الأعجام.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا