هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
«لقد جمعتُ ما تفرق من الفِكر، ولممت شَعْثَ التصوُّر»، أراد «جمال الدين الأفغاني» بهذه الكلمات التي صدَّر بها مقدمته لهذه الجريدة؛ أن يختصر ما يرمي إليه فكره، وما تسعى إليه رسالته التي جاب بها الأرض فما وسعته، أراد أن يبعث رسالة إلى تلك الأُمة المكلومة التائهة؛ لينتشلها من غيابات التشتُّت والفرقة، بعد أن لمس بكلِّ حواسه كيف فعل الاحتلال بها ما فعل، ولم يكد الشيخ «محمد عبده» يُجالسه ويأخذ منه العلم حتى شرب منهجه، ووطَّن نفسه على رسالته، فأصدرا معًا جريدة «العروة الوثقى»، فتولَّى الأفغانيُّ إدارتها، وأوكل لمحمد عبده تحريرها، فبعثتْ في الأمة بعثًا جديدًا رغم قِصَر مدة صدورها، وكان لموضوعاتها عظيم الأثر في مجمل الأقطار العربية والإسلامية، إلى أن تم إيقافها والتوصية بمصادرة أعدادها، بل وتغريم من يقتنيها.
وهذا ملخص كتاب العروة الوثقى.
جمال الدين الأفغاني: أحد رموز النهضة في القرن التاسع عشر الميلادي. يعتبر من علامات تجديد الفكر الإسلامي.
ولد محمد جمال الدين بن السيد صفتر الحسيني الأفغاني عام 1838 م في أسد آباد بأفغانستان لعائلة تعود نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. وأفغاني ، وحصل على علوم الدين والتاريخ والمنطق والفلسفة والرياضيات ، ثم سافر إلى الهند في سن الثامنة عشرة ، وهناك درس العلوم الحديثة وتعلم اللغة الإنجليزية.
كان الأفغاني يميل إلى السفر ، فعرض عليه أداء فريضة الحج ، فاغتنم الفرصة وقضى سنة يتنقل فيها ، حتى وصل إلى مكة المكرمة سنة 1857 م. ثم عاد إلى أفغانستان والتحق بحكومة الأمير دوست محمد خان ورافقه في حملة عسكرية لاحتلال هرات. مع تغير مواسم السياسة ، غادر الأفغاني إلى الهند عام 1869 م ، وسبقه شهرته لأنه عُرف بعلمه وحكمته ومكانته الرفيعة ، بالإضافة إلى عداءه للمستعمرين الإنجليز ، الذي أثار استياء الحكومة منه ، فلم يمكث هناك طويلا ، وانتقل إلى السويس.
محمد عبده: داعية ومفكر إسلامي. ويعتبر من أبرز رموز النهضة العربية والإسلامية الحديثة. وعرف بفكره الإصلاحي ودعوته إلى التحرر من كل أشكال الركود والتخلف التي أصابت العقل العربي. كما اشتهر بمقاومته للاستعمار الأجنبي ومحاولاته المستمرة لتحسين المؤسسات الإسلامية والتعليمية ، وسعيه الدائم للإصلاح والتطوير في الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية.
ولد محمد عبده حسن خيرالله عام 1849 م في قرية محلة نصر بمحافظة البحيرة ، لأب تركماني الأصل وأم مصرية. أرسله والده إلى كاتب القرية لتلقي دروسه الأولى ، وعندما بلغ الخامسة عشرة التحق بالمسجد الأحمدي بطنطا ، حيث تعلم علوم الفقه واللغة العربية. ثم انتقل الإمام إلى الأزهر الشريف واستمر في دراسته هناك حتى حصل على الشهادة الدولية.
جمال الدين الأفغاني
الشيخ محمد عبده
العروة الوثقى: المقالات والفصول
فاتحة الجريدة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
…
قالوا: تُصان البلاد ويحرس الملك بالبروج المشيدة، والقلاع المنيعة، والجيوش العاملة، والأهب الوافرة، والأسلحة الجيدة، قلنا: نعم، هي أحرازٌ وآلاتٌ لا بد منها للعمل فيما يقي البلاد، ولكنها لا تعمل بنفسها، ولا تحرس بذاتها، فلا صيانة بها ولا حراسة إلا أنْ يتناول أعمالَها رجالٌ ذوو خبرة، وأولو رأي وحكمة، يتعهدونها بالإصلاح زمن السلم، ويستعملونها فيما قصدتْ له زمن الحرب.
وليس بكافٍ حتى يكون رجالٌ من ذوي التدبير والحزم وأصحاب الحذق والدراية يقومون على سائر شئون المملكة، يوطئون طريق الأمن، ويبسطون بساط الراحة، ويرفعون بناء الملك على قواعد العدل، ويُوقفون الرعية عند حدود الشريعة، ثم يُراقبون روابط المملكة مع سائر الممالك الأجنبية ليحفظوا لها المنزلةَ التي تليق بها بينها، بل يحملوها على أجنحة السياسة القويمة إلى أسمى مكانةٍ تمكن لها.
ولن يكونوا أهلًا للقيام على هذه الشئون الرفيعة حتى تكون قلوبهم فائضةً بمحبة البلاد، طافحة بالمرحمة والشفقة على سُكَّانها، وحتى تكونَ الحمية ضاربة في نفوسهم آخذةً بطباعهم، يجدون في أنفسهم منبهًا على ما يجب عليهم، وزاجرًا عما لا يليق بهم، وغضاضةً وألمًا موجعًا عندما يمس مصلحة الدولة ضررٌ، ويوجس عليها من خطر، ليتيسر لهم بهذا الإحساس وتلك الصفات أنْ يُؤَدُّوا أعمالَ وظائفهم كما ينبغي، ويصونوها من الخلل الذي ربما يُفضي قليلُه إلى فسادٍ كبير في الملك، فهؤلاء الرجال بهذه الخلال هم المنعة الواقية والقوة الغالبة.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا