هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
“الرجل هو الإرادة. الإنسان ليس إلا عندما يريد ؛ أي في تلك اللحظات التي تتشكل فيها الإرادة له. ليس المهم ما يريده أو يريده ، ما يحبه أو لا يحبه ، ولكن المهم أولاً وقبل كل شيء أنه إنسان ؛ لأنه – مع استبعاد كل الجماد والمخلوقات – كائن لديه إرادة ؛ أي أن لديه القدرة على الرغبة في الشيء أو الهدف ، حتى لو كان ذلك الشيء أو الهدف مختلفًا عما كان معتادًا أو متفقًا عليه ، فهو يريد ويحقق ما يريد.
في هذه المقالات يكتب لنا الكاتب الكبير يوسف إدريس بقلمه الإبداعي الرحلة المؤلمة لمرضه الذي مر به خارج وطنه ، مجمل المشاعر التي عاشها في ذلك الوقت ، وصراعه النفسي ، وكيف نجح في اجتياز هذه التجربة واتخاذ قرار بمقاومة الأزمة والتشبث ببقائه على الرغم من معاناته ، كانت إرادته أقوى من ألمه ، حيث يروي كيف غيّرت هذه التجربة نظرته للحياة ، والواقع أن الجميع يعيش المجتمع المصري ، خاصة في سبعينيات القرن الماضي ، منتقدًا الظروف والأزمات التي مر بها المجتمع ، والتي تركت آثارًا واضحة على كيانه. ومعتقداته وأفكاره الداعية إلى ضرورة التحرير ومقاومة هذه الأزمات بشتى الوسائل كما فعل بنفسه واستطاع النجاة ؛ البقاء هو قرار ، ولا يمكن أن يأتي القرار إلا بالإرادة الحقيقية.
وهذا ملخص كتاب الارادة.
يوسف إدريس: من أهم الكتاب والروائيين الذين أنتجتهم مصر والعالم العربي ، والروائيون الأقرب إلى القرية المصرية. ولهذا أطلق عليه لقب “تشيخوف العرب” نسبة إلى الكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف.
ولد يوسف إدريس علي في قرية البيرم بمديرية فاقوس بمحافظة الشرقية في 19 مايو 1927 م. كما أصبح عضوًا في عدد من المنظمات المعنية بالكتابة ، مثل نادي القصة ، وجمعية الكتاب ، واتحاد الكتاب ، ونادي القلم الدولي.
عطاء لا ينفد
و.. وجهًا لوجه مع رجل الشارع
قبل فتح القلب
القرار
وقفة مع النفس هذه المرة
ألف باء تاء ثاء
اقتحام الحياة
باريس ٧٦
أمريكا ٧٦
أمريكا لغز العصر الحديث
ذات الأصابع الطويلة الشاحبة
هذا أو الجهجهون
محور نیكسون-يونس
لبنان هو البداية
وما أدراك ما القلق!
دكتاتورية العدالة
تعالوا ننظف مصر
الثقة الفعل
«غنِّي» يا عبد الحليم
رأس الملك الأبيض
أحقًّا أحلى مذاقًا من العسل؟!
من واحد إلى ٨٠٠ مليون
حرية الصحافة ليست حرية البعض
الشمس لا تشرق فجأة
…ولقد ذهبت إلى أمريكا ولم يكن يخطر ببالي مطلقًا أني سأواجه هناك ذلك القرار، كنت أتصور على أقصى تقدير أن المشكلة لن تتعدی بعض تقصيرات نتيجة للأزمة القلبية التي حدثت لي وأنا في مستشفى المعادي، وأن علاجها سيكون سهلًا وبسيطًا جدًّا لا يتعدى بعض الأدوية الحديثة .. ولكن التجربة المروعة التي حدثت في مستشفى المعادي وكانت السبب في هذه الأزمة القلبية مسألة لا بد أن ترد هنا، فهي تجربة قل أن تعرَّض لها بشر، فلقد ظللت أشكو بألمٍ في رقبتي ما لبث أن امتدَّ إلى أكتافي حتى عجزتُ عن الحركة تمامًا، وأصبحت الآلام لا تُطاق. وشخَّص الأطباء حالتي بأنها «انزلاق غضروفي» في فقرات الرقبة، وصاروا يعالجوني بالحقن المسكنة. ورغم أن الجرعات التي كنت آخذها من هذه الحقن المسكنة ظلت تتزايد يومًا بعد يومٍ؛ رغم هذا فالألم مروع وغير بشريٍّ، والكميات تتضاعف، حتى ظن بعض أصدقائنا الصيادلة الذين كنت أشتري منهم هذه المسكنات أن المسألة انقلبت إلى إدمان، ولم تكن لعلاج مرضٍ. حتى جاء اليوم الذي لم تعُد أي كميات مسكنة تُجدي، وكان على أن أُنقَل وأنا في شبه غيبوبةٍ من الألم والمسكن إلى مستشفى المعادي، حيث وُضعت في عنبر «النفوس المعذبة» أو ما يُسمونه في المعادي «إنعاش الرابع». وهناك عملوا لي أشعة على الرقبة بعدما عالجوني من الغيبوبة، وكانت نتيجة الأشعة يكاد ينخلع لها القلب. وجاءني ذلك الصديق الطبيب بعينيه الصريحتين الجريئتين وجلس بجوار فراشي وقال: اسمع .. إن هذه الأشعة التي عملناها لك لا يمكن أن تكون إلا لسرطان في فقرات العنق. وهناك أملٌ ضئيلٌ جدًّا أن يكون التهابًا درنیًّا ولا شيء غير هذا.
…
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا