هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
تحرر
تحرر من كل شيء وأنت أت..
وانزع عن روحك لباس كل شيء…
تحلل من كل شيء يثقل هذه الروح… ألق بهمومك في هذه القمامة بجانبك…
أريدك فقط روحا… صافية حرة متقدة لا تأتها المشاغل من بين يديها ولا من خلفها… حطم أي قضبان تحدد حدودا لفكرك… أريدك حرا طليقا لا حد لك.. فإذا مللت مني أغلق دفتي كتابي هذا وانطلق بعيدًا إلى صفحات أخرى… وعوالم أخرى… فإذا أتيت عالمي هذا ثانية تحلل.. وانزع عن روحك لباس كل شيء.. وألق بهمومك في هذه القمامة بجانبك… ثم ادخل إلي بهذه الروح.. أنا أريد هذه الروح.. أريد أن أحدثها…. ليس حديثا أكون فيه أنا المتحدث وأنت المستمع. بل حديث أخذ بيدك فيه وندخل معا في عالم. لست أظنك ستخرج منه كما دخلته.. فإما أن تخرج منه حاملًا كتابي هذا وملقيًا به في أقرب محرقة حانقًا علي وعلى كل من يأتيني من بعدك… نظرة غير راضية.. وغير مرتاحة.. نظرة تريد أن تتحرر من هذا العالم أو تصلحه… هيا تحلل يا صديقي.. وانزع عن روحك لباس كل شيء… وألق بهمومك في هذه القمامة بجانبك… فإني أخذك إلى أرض ليست كأي أرض… أو ستخرج من عالمي وأنت تنظر إلى عالمك هذا بنظرة مختلفة عما اعتدت عليه
وهذا ملخص كتاب ارض السافلين.
أحمد خالد مصطفى
من مواليد المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية في 22 يناير 1984م..
درس الصيدلة في جامعة القاهرة، ثم اتجه بعدها للكتابة حيث كانت قصة مطعم اللحوم البشرية أول أعماله، تلاها روايات أنتيخريستوس وأرض السافلين، وملائك نصيبين هي أحدث أعماله الصادرة جميعاً عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، وقد عرفت أعماله بكونها مزيجا من المعلومات التاريخية والدينية والخيال..
بوابة صرحها من الذهب والفضة والمرجان والدم… لا تدري ما دخل الدم.. لكنه يسيل عليها وعلى الأرض التي تحتها.. دم كثيف أحمر متألم.. تعال اقترب معي ولا تتألم.. أعلم أنك هش في طور الروح.
صوت خافت بعيد أتانا من الداخل كأنه نعيق بومة تغني.. كيف تغني
البومة؟ لا تشغل بالك واقترب بروحك أكثر . هناك خفافيش ترفرف فوق البوابة
مصدرةً صوت الرفرفرة المقبض، لا تتراجع هكذا من البداية فما زلنا عند البوابة بدأنا نمشي ناحيتها بحذر.. سمعنا أصوات صخب نساء خافتة نوعا ما…
وببطء فتحت البوابة، وأخذ صخب النساء يتعالى.
هلم بنا أيتها الروح ..ندخل إلى أول أرض من أراضي السافلين.. نساء.. دماء…
صخب اتضح فيما بعد أنه تأوهات إنها ..الدعارة وهذه أرضها.. وهذه بوابتها.
استقبلتنا عند الباب فتاتان إحداهما ترتدي رداءً أحمر وتغني بصوت البومة.. والثانية تتلوى على غناء صاحبتها في ثياب سوداء تبدي من جسدها أكثر مما تخفي.. إنهما من جنيات الدعارة المقدسة في الدين اليهودي، ولأن منظرهما كان ملفتاً جدًا فلقد شغلتا أبصارنا دقائق نتأمل فيما عند البوابة
أنت لا تدري أشرّ تريدان بك أم غير ذلك؟ لكن اطمئن.. إنهما بك مرحبتين
وبقدومك مستبشرتين تقدم أيها الروح ولا تعر هذه الغرائب المودية اهتماما:
فهي غير موجودة إلا في مخيلات الهود المريضة الذين يبدو أن لديهم ميلا عجيبًا
في كنيم لوصف الشياطين وأحوالهم.
فور أن دخلنا عرفنا سبب صخب النساء الذي كنا نسمعه.. كانت هناك نساء كثيرات وفتيات رافعات رؤوسهن في عزة وكبرياء.. يمسكن مظلات حمراء ويمشين في مسيرة ضخمة ويرسمن على وجوههن الحزم.. نحن في مدينة أوروبية كما يبدو من الأبنية حولنا، لم نفهم شيئًا في البداية.. حتى نظرنا إلى بعض اللافتات التي يحملنها. هناك عبارة هامة تتكرر بخط أحمر سميك في معظم اللافتات.. اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد العاهرات انتبه يا هذا فالمسيرة تتجه نحونا.. تنح جانبا.
فجأة تقدمت منا إحدى المشاركات في المسيرة بحماس ومدت يدها لنا بمظلة.. خذ المظلة منها.. خذها ولا تناقش ولنمش معهن في المسيرة.
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا