هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
أثبتنا في كتاب العقل والوجود» أن للإنسان قوة دراكة متمايزة من الحواس، تُدعى بالعقل، شأنها أن تدرك معاني المحسوسات مجردة من مادتها، ومعاني أُخَرَ مجردة بذاتها، وأن تؤلف هذه المعاني في قضايا وأقيسة واستقراءات، فتنفذ في إدراك الأشياء إلى ما وراء المحسوس، محاولة استكناه ماهيته وتعيين علاقاته مع سائر الموجودات. ولما كانت موضوعات العقل مجردة، كانت أفعاله التي ذكرناها مجردة كذلك، فأبطلنا المذهب الحسي الذي يقصر المعرفة الإنسانية على الحواس، ويرمي إلى أن يرد إليها ويفسر بها
سائر المدركات. وبعد إثبات وجود العقل بوجود موضوعاته وأفعاله عرضنا لقيمة الإدراك العقلي، فأدحضنا مذهب الشك المنكر لجميع الحقائق، حتى الحسية منها، والهادم للعلم من أساسه؛ وأدحضنا المذهب التصوري الذي وإن آمن أصحابه بوجود العقل وبمدركات عقلية، فهم يقصرون هذا الوجود على داخل العقل، ويعتبرون هذه المدركات تصورات وحسب، فينكرون على الإنسان حق الخروج من التصور إلى الوجود. وبعد إثبات بطلان تلك الدعاوي بَيَّنَّا تهافت المذاهب الميتافيزيقية المبنية عليها.
وهذا ملخص كتاب الطبيعة وما بعد الطبيعة.
يوسف بطرس كرم (8 ديسمبر 1886 – 28 مايو 1959م) هو مفكر ومؤرخ وفيلسوف مصري، أضاء غُرَّةَ التاريخ الفلسفي بمذهبه العقلي؛ وشغل مَنْزلةً مرموقةً بين المثقفين المصريين، واضطلع بمهمة دراسة الفكر الفلسفي الغربي؛ فلم يترك حقبة في تاريخه إلا وكتب عنها، وهو يعد واحدًا من أبرز مؤسسي الفكر الفلسفي في الوطن العربي، وتعد كتاباته علامة فارقة في أدبيات الفلسفة باللغة العربية.[1][2]
ولد في مدينة طنطا في 8 سبتمبر عام 1886 من أبوين مسيحيين نزحا من لبنان واستوطنا مصر. وعام 1893 التحق بالقسيم الابتدائي بمدرسة «سان جورج» بطنطا وحصل على الشهادة الابتدائية. التحق بالقسم الثانوي بالمدرسة نفسها حتى عام 1902، ثم التحق بمدرسة «القديس لويس» بطنطا أيضا. اشتغل موظفا في البنك الأهلي بطنطا عام 1903 ليساعد عائلته الفقيرة في أوائل الحرب العالمية الأولى ترك وظيفته في البنك الأهلي.. وسافر إلى باريس ليدرس الفلسفة. حصل عام 1917 على «دبلوم الدراسات العليا» من السوربون وعين مدرسا للفلسفة في مدرسة ثانوية فرنسية. عاد إلى مصر عام 1919 وبقي في عزلة تامة لعدة سنوات، وكتب إليه «د. طه حسين» بعد أن توقف على ظروفه وسيرته يخبره «أن الجامعة في حاجة إلى أمثاله».
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا