هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
«حفلَت صحفُ الأحد بأنباء الانفراج الأمني، وبشَّرتِ «السفير» بأن الساعات الأربع والعشرين القادمة ستكون حاسمةً بالنسبة للوضع الأمني في المنطقة الغربية، وللمُعالَجة الجذرية والنهائية لما أَسمَته «التجاوُزات على الأمن الشخصي والكرامة والملكية، وعمليات الابتزاز والتهديد، والخُوَّة والنهب، فضلًا عن الاشتباكات بين الأفراد والمنظمات، والعناصر غير المنضبطة التي تُروِّع السكان الآمِنين، وتخطف منهم البقيةَ الباقية من إصرارهم على التمسُّك بالأرض أو الوطن أو القضية».»
يسافر «صنع الله إبراهيم» إلى بيروت للبحث عن ناشرٍ لكتابه، فيُفاجأ بنسفِ مقر الدار أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وسفَرِ مالكها إلى الخارج، ثم يَتعرَّف على ممثِّلة ومُخرِجة ويبدأ في كتابةِ نصوصِ فيلمٍ وثائقي عن الحرب؛ يَرسم من خلاله صورةً حية لبيروت؛ المدينةِ العربية التي حملَت الحب والحرب في رَحِمها، فجمعَت بين الحياة والموت. تتجلى عبقرية «صنع الله إبراهيم» في اختياره الفريد لزمن الرواية؛ إذ يتَّخذ من هذه الحرب سياقًا زمنيًّا لها، ليُسلِّط الضوءَ على تأثيرها على المجتمع اللبناني، ويُركِّز فيها على تفاصيل الحياة اليومية والمعاناة التي يُعايِشها الشعب اللبناني. كما جاءت فكرةُ التعليق الصوتي على فيلمٍ يَتناول الحربَ الأهلية طريقةً مبتكرة في السرد الروائي، استطاع من خلالها تصويرَ الكثير من الحقائق التاريخية وتوثيقَها، فجاءت الرواية عملًا بحثيًّا رصينًا، وروائيًّا بديعًا.
وهذا ملخص كتاب بيروت بيروت.
صنع الله إبراهيم: روائي مصري يساري ، يغرد خارج القطيع ، مسجون في عهد “جمال عبد الناصر” ، ومع ذلك فهو يقدر التجربة الناصرية ، ورفض الحصول على جائزة من الدولة المصرية ، وكرس أدبه. مهنة الحديث عن هموم الوطن.
ولد صنع الله في القاهرة عام 1937 م ، وكان لوالده تأثير كبير على شخصيته. زوده بالكتب والقصص وحثه على القراءة فبدأت شخصيته الأدبية تتشكل منذ صغره. درس القانون ، لكنه سرعان ما تحول إلى الصحافة والسياسة. ينتمي إلى التنظيم الشيوعي المصري “حتو” ، فاعتقل عام 1959 م في إطار حملة “جمال عبد الناصر” ضد اليساريين المصريين ، وسُجن لمدة خمس سنوات حتى عام 1964 م.
بعد خروجه من السجن عمل بالصحافة بوكالة الأنباء المصرية عام 1967 م ، ثم عمل بوكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968 م ، حتى عام 1971 م ، وبعد ذلك توجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي والعمل فيها. صناعة الأفلام. ثم عاد إلى القاهرة عام 1974 م في عهد الرئيس السادات ، وكرس نفسه بالكامل للكتابة الحرة عام 1975 م.
قبل أن تقرأ
بيروت بيروت
خاتمة
توقَّفتُ بجوار أول مقعدٍ فارغ صادفَني، فأودعتُ الكيس بالخزانة المعدنية المثبَّتة في السقف، وجلَستُ بعد أن وضعتُ الحقيبة على الأرض، بين قدمَيَّ.
فصلَني مقعدٌ فارغ عن كرةٍ زجاجيةٍ انسابت منها شمس العصاري الواهنة، وبدَت من خلالها اللافتة الضخمة التي تُعلِن عن ميناء القاهرة الجوي. استَرخيتُ في مقعدي ومدَدتُ ساقَيَّ أسفل المقعد الأمامي. ولم ألبث أن أزحتُهما جانبًا مفسحًا الطريق لراكب في جلبابٍ أبيضَ سابغٍ استقَر إلى جواري. ولمحتُ بركن عيني «الغطرة» السعودية تتدلَّى فوق كتفَيه.
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا