هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
يصف هذا الكتاب نظرية جديدة متداخلة المباحث لتفسير التغير الثقافي، وتختلف النظرية الراهنة عن النظريات التطورية التقليدية من حيث إنها تؤكد على حقيقة أن الثقافة يمكن أن تتطور في اتجاهات مختلفة تأسيسا على ظروفها الحياتية.
وتفسر نظرية الانتخاب الثقافي لماذا ثقافات أو عناصر ثقافية بعينها تنتشر وتذيع ربما على حساب ثقافات أو عناصر ثقافية أخرى والتي يكون مالها الاندثار، وتشتمل العناصر الثقافية على الهيكل الاجتماعي والتقاليد والدين والطقوس والفن والمعايير والأخلاقيات والأيديولوجيات والأفكار والابتكارات والمعارف والتقانة … إلخ. واستلهمت هذه النظرية فكرة شارلز داروين عن الانتخاب الطبيعي، ذلك لأنها تنظر إلى العناصر الثقافية باعتبار أنها تماثل الجينات بمعنى إمكانية تكاثرها من جيل إلى جيل وأن تتغير خلال هذه العملية. ويمكن لثقافة ما أن تتطور لأن عناصر ثقافية بذاتها مهيأة أكثر من غيرها للانتشار والتكاثر، الأمر الذي يماثل الأنواع التي تتطور لأن أفراد النوع تتوفر لديها سمات معينة تجعلها أكثر سلاسة من غيرها للتكاثر، ومن ثم نقل هذه السمات إلى ذرياتها . وهذا ملخص كتاب الانتخاب الثقافي.
مثال ذلك أن جريتا جونس (۲۰-۱۹۸۰) يقول إن تايلور استقل عن الداروينية، هذا
بينما يمضى أوبلر Opler 1965 شوطا بعيدا جدا ليبرهن على وجود اتجاهات
داروينية في كتاب تايلور “الثقافة البدائية”. ووصل به الأمر إلى حد أنه يصنف تايلور
باعتباره “داروینیا ثقافيا” وهذا تصنيف فيه مبالغة كبيرة نظرا لأن تايلور لم تكن لديه
نظرية متماسكة عن التسبيب هاريس، 1969، ص ۲۱۲)، وظلت إحدى القضايا
الرئيسية هي ما إذا كان المفكرون التطوريون في القرن التاسع عشر مفكرين عرقيين
أم لا بمعنى هل عزوا تفوق الشعوب المتحضرة إلى وراثة عضوية أم إلى ثقافة. أن
هذا خلاف في الرأي لا معنى له نظرا لأنه لم يكن هناك خط فاصل واضح يمايز آنذاك
بين الوراثة العضوية والوراثة الاجـتـمـاعـيـة. واسـتـخـدم تايلور كلمـة عـرق أو سلالة
کمرادف لكلمة ثقافة أو قبيلة أسوة بالغالبية العظمى من معاصريه.
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا